للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا أحدق في السماء المتجهمة، وقلبي المضطرب يئن مع الرياح العاصفة.

- ١٩ -

إذا لم تتحدث حديثك فأملأ قلبي من صمتك العميق واحمله راضياً؛ سأطمئن وأنتظر

كالليل لتسهر كواكبه ورأسه مطأطأ في صبر.

لا ريب فالصباح آت ليبدد الظلمات، وسيتدفق صوتك في مجاريه الذهبية يخترق أطباق

السماء، وسيرفرف كلمك في جناحي لحن كأنه طيري الغريد، وتتفتح أنغامك عن زهر في أنحاء حديقتي.

- ٢٠ -

يا أسفاً! في اليوم أينعت زهرة اللوتس. كان عقلي مضطرباً فلم أحس بها، وكانت سلتي

فارغة ولكن الزهرة طلت مكانها

الآن شملني حزن عميق، فهببت من حلمي لأستروح نسمات عطرية تحملها رياح

الجنوب.

فبعثت هذه النسمات الحلوة في قلبي آلام الحنين، وتراءت لي كأنها زفرات الصيف

العاشق وهو يفتش عن نصفه الآخر.

ما كنت أعلم أن هذه الزهرة على خطوات مني، وأنها هي لي، وأن الحلاوة قد تفتحت

في أعماق قلبي.

- ٢١ -

لا بد أن أتناول غدائي على الشاطئ، ومرت الساعات متباطئة على الشاطئ. فيا أسفي!

لقد تفتح الربيع عن زهراته وأوراقه الخضراء، وأنا أضرب في الأرض منتظراً وعلى

كتفي حمل من زهراتي الذابلة الذاوية.

الأمواج تضطرب في صخب، وعلى الشاطئ شجرات من الخوخ يانعة تعصف الريح

بأوراقها الصفراء.

لماذا تحدق في الفضاء! أفلا تستشعر في الهواء هزات تحمل نغم لحن جاء في أضعافها

من الشاطئ الآخر.

<<  <  ج:
ص:  >  >>