للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

أن يتصل بالصاحب مادحاً أو أن يطلب صلته مانحاً؛ حتى استوزر الصاحب فنزل عن أنفته وقنع من مطاولته بمصاحبته، وكان الصاحب يعجب به أشد الإعجاب، ويراه أحد أفذاذ الأدب، فقد حدَّث عنه أنه كان يقول: (كتاب الدنيا وبلغاء العصر أربعة: الأستاذ أبن العميد، وأبو القاسم عبد العزيز بن يوسف، وأبو إسحاق الصابي ولو شئت لذكرت الرابع) وكان يعني بالرابع نفسه. ويقول الثعالبي (وأما الترجيح بين هذين الصدرين أعني الصاحب والصابي في الكتابة فقد خاض فيه الخائضون، وأخب فيه المخبون، ومن أشف ما سمعته في ذلك أن الصاحب كان يكتب كما يريد وأبو إسحاق كان يكتب كما يؤمر، وبين الحالتين بون بعيد) وأحسب أنه يقصد تفضيل الصابي لأن الذي يستطيع أن يكتب ما يراد منه ويؤمر به لاشك مستطيع أن يكتب مات يرده هو، وعلى هذا فقد برع في الناحيتين وفاق صاحبه فيما قصر فيه، وإلى أمد قاصد نكمل عنه الحديث متناولين جزءاً آخر من تاريخه الأدبي.

عبد العظيم علي قناوي

<<  <  ج:
ص:  >  >>