ولقد رأيت في بعض صحف القطر الشقيق بعض مقالات وتعليقات على هذه الدسيسة الأدبية المثيرة، نشرت بلا ريب بحسن نية، ولما كان من المتعذر على أن أكتب إليها جميعاً فإني أكتفي بأن أوجه إليها هذه الكلمات على صفحات الرسالة لتقف منها على الحقيقة ولتذيعها نصرة للحق والأنصاف.
أما الصحيفة القاذفة المزورة فأمرها إلى القانون يحاسبها، وإلى الرأي العام يصدر حكمه عليها.
محمد عبد الله عنان
ذكرى وفاة أبي الفرج الأصبهاني
في انتهاء عامنا الهجري هذا يكون قد مضى ألف سنة على وفاة المؤلف العظيم أبي الفرج الأصبهاني علي بن الحسين الأموي المرواني الذي يعد من أعاظم المؤرخين والبحاثين، فقد بلغ عدد ما عرف من مؤلفاته خمسة وثمانين مؤلفاً من أثمن المؤلفات العربية في التاريخ والاجتماع والأدب، وأشهرها (الأغاني)؛ وقد أجمع المؤرخون على أنه لم يصنف مثله في هذا الباب، ولولاه لضاع شعر الجاهلية والإسلام؛ وقد ألفه في مدة خمسين سنة ولم يزل هذا الكتاب المطبوع في ٢١ مجلداً منذ ألف سنة حتى اليوم ينبوعاً صافي المورد، ومنهلاً عذب الارتشاف، يرده الأدباء والمتأدبون وهم ظماء، ويصدرون عنه وهم رواء. فكم من أديب نابغ قد تخرج عليه، وعلم من أعلام البيان العربي كان يرجع بيانه إليه، وشاعر فحل زكت شاعريته ونمت موهبته بالرواية عنه والأخذ منه. . .
وقد عن لي بهذه المناسبة - مناسبة مرور ألف عام على وفاته - أن أقترح على علماء العراق وأدبائه وأهل الفن فيه إقامة مهرجان ألفي في بغداد موطن المؤلف التي كتب فيها جميع مؤلفاته وتوفي فيها بعد أن خلد اسمها إلى أبد الدهر. ولا أظن أن من الأقطار العربية من يتأخر عن الاشتراك في هذا الاحتفال وتعديد مناقب رجل جمع بين علوم الدين والدنيا في الإسلام.