مادياتهم ونفوذهم السياسي، فإن المسلمين في الصين يزيدون على عشرين مليوناً، وفي الهند على خمسين، ولا يزال هذا العدد في نمو وإن المسلمين بعد الرومان هم الأمة الممدنة الوحيدة التي نجحت في نقل تهذيبها الاجتماعي ودينها وأوضاعها وعلومها إلى العناصر المختلفة التي افتتحها وتسربت بينها. هذا التأثيرات لا تضمحل بل على العكس نراها آخذة في النمو، تتعدى الحدود التي بلغتها في أيام القوة المادية. إن القرآن وما اشتق منه هو إلى الفطرة بحيث يلتئم مع حاجات الناس الأولية، حتى أن قبوله آخذ حكمه على مر الدهور لا يعوقه عائق؛ وحيث ينزل المسلمون ولو كانوا تجاراً سذجاً تتدخل أوضاعهم ومعتقداتهم وكلما توغل الرواد من أهل المدينة الحديثة في صميم أفريقية شاهدوا قبائل تنتحل الإسلام. والمسلمون الآن يمدنون قبائل أفريقية على نحو ما يستطيعون ويجاهدون في تلك القارة الغربية على حين يطوف الأوربيون في الشرق فاتحين كانوا أو متجرين ولا يتركون وراءهم أثراً لنفوذ أدبي أفبعد هذه الشهادة تطلب من الإسلام معجزة وله في سجل التاريخ مثل هذه الصفحة الرائعة المجيدة؟