حين تنبعث الكلمات من أعماق الحقيقة، حين يمد التناحر الدائم ذراعيه صوب الكمال،
حين يهتدي الرأي الناضج إلى طريقة السوي فلا يضل في متاهات التقاليد البالية،
حين تجذب العقل إليك. . . إلى الفكرة والعمل الأبديين إلى سماء الحرية؛ انزع - يا
الهي - عن وطني سباته العميق
- ٣٦ -
ها هي صلواتي إليك - يا الهي -: حبذ أصول العوز من قلبي؛
امنحني القدرة على أن احمل أفراحي وأتراحي معاً
امنحني القدرة على أن اخلق من حبي عملاً صالحاً
امنحني القدرة على إلا انهر فقيراً وألا أخرّ على ركبتي أمام غطرسة الجبار
امنحني القدرة على أن أسمو بعقلي فوق السخافات الأرضية
ثم امنحني القدرة على أن انزل في رضا عن كبريائي أمام مشيئتك
- ٣٧ -
يتراءى لي كأن رحلتي قد انتهت عند الغابة، عند آخر نزوة من نزوات قوتي ... ها هو
الطريق قعد اغلق أمامي، ونفد زادي وآن لي أن استريح في سكون الظلام
ولكن يخيل إلي أن إرادتك لا تجد في النهاية، فحين تموت الكلمات الرثة على شفتي
يتفجر القلب بنغم عذب، وحين تنسد أمامي المسالك القديمة يتفتح أمامي عالم جديد فيه العجائب
- ٣٨ -
إنني أهفو إليك، إليك وحدك - دع قلبي يرددها مرات ومرات في غير نهاية. إن
الوساوس التي تلح عليّ صباح مساء، لتصرفني عنك، إن هي إلا جوفاء خداعة
حين يتوارى الليل خلف سجوفه ينتظر بسمة الفجر، ترن في أعماق قلبي صيحة: إنني
أهفو إليك، إليك وحدك
حين تعدو العاصفة الهوجاء في طريقها تبتغي الهدوء فتبدد هي السكون في صولة ويأس.
. . في هذا الحين تعصف ثورتي الجامحة بحبك وهي ما تزال ترسل صيحاتها: إنني أهفو