الحديدية الشديدة؛ فلما فرغت من عملي وتمت حلقاتها وجدت نفسي مقيداً بها)
- ٣٢ -
لقد حاول أحبائي على الأرض جهدهم أن أعيش بين أيديهم في أمان؛ ولكن حبك أنت
يفوق حبهم. أنت يا من تكفل حريتي أنهم يلازمونني دائماً خيفة أن أنساهم، وها هي الأيام تمر سراعاً وأنت ما تزال تتستر خلف الحجب
وإذا لم أتوسل إليك في صلواتي، وإذا لم أحفظك في قلبي، فحبك لي ما يزال ينتظر حبي
لك
- ٣٣ -
وحين يسفر وجه الصبح يفدون إلى داري رمزاً ويقولون (سننزل في هذه الغرفة الضيقة)
ثم يقولون (سنشد أزرك في عبادة ربك لننال فضل إحسانه) ثم قبعوا في ركن في هدوء
وتواضع
وفي هدأة الليل تدافعوا إلى هيكلي المقدس في صخب، يستلبون القرابين من محراب
الرب في شره
- ٣٤ -
هب لي بعض نفسي فأذكرك كلك
هب لي بعض عزمي فاشعر بك في كل مكان، وانزع إليك في كل عملي وأحبوك بحبي
في كل آن
هب لي بعض نفسي فلا استخفي منك
هب لي بعض هذه الأغلال فأنا مقيد بمشيئتك، وما تريده فهو آت. . . هذه القيود هي
قيود حبك
- ٣٥ -
حين يطمئن الفؤاد فلا يستولي عليه الذعر فيرتفع الرأس عالياً
حين تكون حرية الرأي،
حين لا يتصدع العالم شيعاً وتفرق بينه الحدود الضيقة،
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute