منْ يمتْ فقيداً ومن يح ... يى فلا ذُو إلِّ ولا ذو ذمام
ويلك يا كميت، جعلتنا ممن لا يرقب في مؤمن إلا ولا ذمة، فقال: بل أنا القائل يا أمير المؤمنين:
فالآن صرتُ إلى أُميَّ ... ةَ والأمور إلى المصايرْ
والآن صرت بها المصي ... ب كمهتدٍ بالأمس حائر
يا ابن العقائل للعقا ... ئل والجحاجحة الأخاير
من عبد شمس والأكا ... بر من أُميةَ فالأكابر
إن الخلافة والإلا ... ف برغم ذي حسد وواغر
دَلفا من الشرف التلي ... د إليك بالرِّفدِ الموافر
فحللتَ مُعتلجَ البطا ... ح وحلَّ غيرك بالظواهر
قال له: فأنت القائل:
فقل لبني أُمية حيث حلوا ... وإن خفَت المهندَ والقطيعا
أجاع الله من أشبعتموهُ ... وأشبع من بجوركم أُجيعا
بِمرْضِىِّ السياسة هاشميٍّ ... يكون حياً لأمته ربيعا
فقال: لا تثريب يا أمير المؤمنين إن أردت أن تمحو عني قولي الكاذب، قال بماذا؟ قال بقولي الصادق:
أورثتهُ الحَصانُ أمَّ هشام ... حسباً ثاقباً ووجهاً نضيرا
وتعاطى به ابن عائشة البد ... ر فأمسى له رقيباً نظيرا
وكساه أبو الخلائف مروا ... نُ سَنيَّ المكارم المأثورا
لم تجهم له البطاح ولكن ... وجدتها له معاناً ودورا
وكان هشام متكئاً فاستوى جالساً وقال: هكذا فليكن الشعر يقولها لسالم بن عبد الله بن عمر وكان إلى جانبه، ثم قال: قد رضيت عنك يا كميت. فقبل يده وقال: يا أمير المؤمنين إن رأيت أن تزيد في تشريفي، ولا تجعل لخالد عليّ إمارة، قال: قد فعلت وكتب له بذلك وأمر له بأربعين ألف درهم وثلاثين ثوباً هشامية وكتب إلى خالد أن يخلي سبيل امرأته، ويعطيها عشرين ألفاً وثلاثين ثوباً، ففعل ذلك