فألقت النقاب عن وجه مليح التقاسيم كان له في ماضيه تاريخ جميل، وتأملت أنفها مرات ومرات فرأيت فيه أخيلةً من الملاحة قلما يجود بمثلها الزمان
ثم ارتقيتُ فوقعتُ على عينيها وقُوعَ الطائر الظمآن على الوِرد النمير
الله أكبر! ما هذا السحر المبين؟ أأنت مريضة يا ليلى ولك هاتان العينان؟
فابتسمت وقالت: صدق الدكتور فلان حين كتب إليّ أنك أديب ولست بطبيب!
فقلت: إنما أريد بعث الطمأنينة في قلبك المروعّ يا مريضة العراق
وقضيت ساعتين في مسامرة ليلى ثم استأذنت في الانصراف والله المحمود على نعمة ذلك الحديث
والآن أوجه القول إلى الأمة المصرية، الأمة القلقة على المريضة بالعراق، ولاسيما الأستاذ محمد الهراوي الذي دسّ في جيبي دينارين على المحطة، أجرة برقية أرسلها من بغداد ليطمئن على ليلى المريضة بالعراق، إليهم أوجِّه الكلام فأقول:
بني وطني:
إن ليلى تملك عنصرين مهمين من عناصر الحياة: رخامة الصوت، وملاحة العينين؛ ولكنها مع ذلك فريسة الضَّنى والنحول، وسأبذل جهد الجبابرة لأصل بها إلى ساحل النجاة
وقد كلفت السيدة جميلة المقيمة بشارع صريع الغواني أن تحتال في دعوة وصيفة ليلى لقضاء سهرة بريئة في منزلي بشارع الرشيد، فإن حضرت تلك الوصيفة فسأعرف سِرَّ ليلى. سأعرف كيف قضت أهوال الحب بأن تصل إلى ذلك النحول
فإن تمت لك المحاولة فقد أصل إلى شيء، وإن لم تتم فستذهب جهود المؤتمر الطبي أدراج الرياح
وأنا أرجو صديقي الأستاذ الزيات أن يقف أطباء مصر على تفاصيل هذه المعضلة، فما أحب أن يعودوا خائبين، فيسيئوا إلى سمعة الحكومة المصرية بلا موجب معقول
وأنت أيتها السيدة التي اسمها جميلة، والتي زعمت أنني فتى جميل، اسمعي؛ ليس يهمني بالدرجة الأولى على حد تعبيركم في بغداد أن تغسلي ثيابي، وأن تحضري لي مائدة فخمة في كل أسبوعين؛ يا بخيلة، وإنما يهمني أن تقودي وصيفة ليلى إلى منزلي، إلى غرفة