للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المذهب الجديد في الدين والعلم والأدب. ثم مضت السياسة بما تكتب وبما تفسح من صدرها للكتاب، تقسم الأدباء إلى فرق ومعكسرات، وقديم وجديد، ورفعت في الجهاد راية. . .

والرافعي رجل - كان - فيه عصبية للدين، وعصبية للقديم؛ فأيقن منذ قرأ العدد الأول من السياسة الأسبوعية أن سيكون له شأن مع السياسة وكتاب السياسة في غد. . .

ونال الرافعي رشاش من بعض المعارك وإنه لبعيد عن الميدان، فأحس في نفسه رغبة في الكفاح فتحفز للوثبة. . .

ودسّ كلمةً إلى طه يذم أسلوبه بما يشبه المدح، ويعيب عليه التكرار وضيق الفكرة، فنشرها طه في السياسة قبل أن يستبين مغزاها وما ترمي إليه. . . ثم عرف. . .

وتهيأت أسباب الحرب ولم يبدأ أحدٌ بالعدوان. . وتربّص الرجلان في انتظار السبب المباشر لبدء المعركة. . .

ثم أصدر الرافعي رسائل الأحزان، فسعى راجلاً إلى دار السياسة ليهدي إليها كتابه. وهناك التقى الرافعي وطه حسين وجها لوجه. . . ونظر الرافعي إلى طه، واستمع طه إلى حديث الرافعي، وتصافح الخصمان قبل أن يصعدا إلى حلبة المصارعة، ونفخ الدكتور هيكل بك في صفارة الحكم، وبدأت المعركة. وكانت مشادة حادة خرج الرافعي يتحدث عنها وصمت طه

لمن يا ترى كانت الغلبة؟ الرافعي يقول: أنا. . . ولكن طه لا يتكلم، والدكتور هيكل ضنين بالحديث

ومضت فترة، ثم نشر طه حسين رأيه في رسائل الأحزان في السياسة الأسبوعية، فرفع راية العداء وأعلن الحرب. ورد الرافعي يقول:

يسلِّم عليك المتنبي ويقول لك:

وكم من عائب قولاً صحيحاً ... وآفته من الفهم السقيم!

ثم مضى في رده يهزأ ويسخر ويتجنى ويتحدى، في مقال طويل تقرؤه في ص ١٠٩ - ١٢٢ من كتاب المعركة؛ وطارت الشرارة الأولى، فاندلعت ألسنة النار فما خمدت حتى أحدثت أزمة وزارية، وأنشأت جفوةً بين سعد وعدلي، وأوشكت أن تؤدي بعلي ماهر إلى

<<  <  ج:
ص:  >  >>