أركاس - عندما آخذ بيدك لماذا تجفين؟ وعندما يلتف ذراعي على صدرك لماذا تنحنين؟ ولماذا يبحث رأسك الضعيف عن ذراعي؟
ميلينا - آه أيها الراعي
أركاس - كيف تكونين عارية هكذا بين ذراعي إذا لم أكن بعلك؟
ميلينا - لا لا، إنك لن تكونه. دعني وحدي، إن أحشائي ترعد من الخوف فأذهب عني! إنني لا أعرفك. دعني! إن يدك تؤلمني، لا أريد
أركاس - لماذا تتكلمين بلهجة أمك؟
ميلينا - ليست أمي هي التي تكلمك وإنما أنا! إنني عاقلة فاتركني أيها الراعي. إنني لأستحيي أن أفعل ما فعلت (تاييس) أو (فيليرا) أو (كلوا) اللواتي لم ينتظرن ليالي أعراسهن
أركاس - ولماذا؟ وما عسى أن أصنع لك؟. . . على أنني أهجرك وأتركك وحيدة. أذهبي! لماذا لا تذهبين؟
ميلينا - ذرني أذرف الدمع
أركاس - أتخالين أنني أحبك حباً ضعيفاً يأذن لي بتركك وحدك؟ وهل كنت أتكلم من بدء إصغائك إلي لو لم أطلب إليك إلا لحظة سرور قد تستطيع أن تمنحني إياها كل الراعيات؟ ألم تعلمك عيناي شيئاً؟ ولكنك لا تنظرين فيهما، في عيني. . إنك توارين عينيك وتبكين. . .
ميلينا - بلى!
أركاس - إذا شئت فإني أسفح على قدميك حياة كلها حب وكلمات عذبة، وألف بذراعي جسدك، وألقي رأسي على صدرك، وفمي على فمك، وأنت تحلين غدائرك المعقودة لتغمري قبلاتنا بالعطف والرقة
اسمعي! إذا شئت أقمت لك كوخاً أخضر الأفياء من الغصون الزاهرة والأعشاب الندية تصيح خلالها الصراصير الشادية ذات الألوان الذهبية اللامعة. هنالك تقلقين عليّ كل الليالي، وعلى السرير الأبيض الذي يغطيه جلدي الممدود سيخفق قلبانا إلى الأبد قلباً على