للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

قلب

ميلينا - آه دعني أذرف الدمع أيضاً!

أركاس - بعيدة عني؟

ميلينا - على ذراعيك، وفي عينيك

أركاس - يا محبوبتي! المساء يلف الكون، والنور يتوارى كأنه كائن مجنح نحو السماء، والأرض قد غمرها الظلام، ولا يرى في الأعلى إلا طريق المجرة الطويلة التي تسطع كنهر من النجوم حول حقلنا. ما أشد هذا الستار اللامع!

ميلينا - إنه لامع جداً. قدني إلى حيث تشاء!

أركاس - تعالي! فالغاب الذي نجوس خلاله بين الغصون الحانية هو غاب عميق، حتى الإلهات يخشين سلوكه في النهار. هنالك لا يرى - على طرقه - من يتبع خطوات الجنيات. هنالك لا يرى - بين أوراقه - العيون الخضراء واقعة على عيون الرجال الخائفة. ولكنا لن نخاف ما دمنا معاً أنت وأنا. . .

ميلينا - لا. . . إنني أبكي بالرغم مني، ولكني أحبك وأتبعك. إن إلهاً في قلبي. حدثني. . . حدثني أيضاً. إن إلهاً في صوتك

أركاس - أسدلي غدائرك على عنقي، وأرخي ذراعك حول أزاري، وضعي خدك على خدي. خذي حذرك، هنا حجارة وصخور؛ واخفضي عينيك، هنا جذور؛ والأعشاب لها حفيف خفيف تحت أقدامنا العارية؛ والثرى ندى، ولكن صدرك حار تحت يدي

ميلينا - لا تبحث عن صدري فإنه صغير، ليس بجميل. في الخريف الغابر لم أر منه إلا ما رأيته يوم ولادتي. . . إن صويحباتي يسخرن مني. ولكن في الربيع وجدته ينمو مع براعم الأشجار. لا تدغدغه هكذا. إنني لا أستطيع أن أمشي

أركاس - تعالي، نحن هنا في الظلام، لا أرى وجهك. نحن هنا شيء لا هو أنا ولا هو أنت. لا تعطني شفتيك. أريد أن أرى عينيك. تعالي إلى هذه الشجرة الكهلة التي تسطع تحت رواء القمر. إن ظلها يزحف نحونا فاتبعيه. . .

ميلينا - إنه ظل ضخم كالقصر

أركاس - قصر عرسك الذي تتفتح أبوابه لنا في أعماق الليلة السرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>