ووقفت صامتاً في خجل حين سألتني عن أسمي، ماذا أسديت إليك فتسأل عن أسمي لتذكرني؟ ولكن ذكرى الماء الذي أطفأت به حرتك ستعلق بقلبي وتبعث فيه الرضى. إن ساعات الصباح قد انطوت، والطير يغرد في كلال، والأوراق تحف من فوقي، وأنا جالس إلى نفسي أفكر وأفكر
- ٥٤ -
ما يزال الفتور يسيطر على قلبك، والنعاس يستولي على عينيك
أفلم يبلغك أن الزهرة تحكم بين الشوك في كبرياء؟ أستيقظ؛ أوه، انتبه! لا تدع الزمان يمر عبثاً
عند نهاية الطريق الصخري وفي بلاد الوحدة الطاهرة. . . هناك يجلس صاحبي في عزلة، فلا تخدعه. أستيقظ؛ أوه، انتبه!
ماذا لو أن السماء تلهبت واضطربت في قيظ الظهيرة المحرق. . . ماذا لو أن الرمال المتأججة نشرت لظى الظمأ. . .
أفلا تجد الطرب في قرار قلبك؟ أفلا تتفجر قيثار الطريق - في كل خطوة من خطواتك - عن لحن شجي فيه الألم؟
- ٥٥ -
إن رغبتك تامة فيّ، وإنه أنت الذي هبطت إليّ؛ فمن عسى أن يكون حبيبك - يا إله الملك - إن لم أكُنْه؟
لقد اتخذتني لك شريكاً أقاسمك هذا الثراء العريض؛ ففي قلبي السرور اللانهائي أستمده منك، وفي حياتي مشيئتك تسيطر عليّ
لهذا زينت نفسك - وأنت ملك الملوك - بالجمال الخلاب لتأسر قلبي، ولهذا بذلت حبك في سبيل من تحب، فظهرت للأعين كاثنين امتزاجا معاً
- ٥٦ -
أيها النور، أيها النور الذي تشرق على العالم، وتقبل العيون وتنفث البهجة في القلوب!