تسعين عاماً منتدى للأدباء والصحفيين. وكان هذا المقهى التاريخي يقع على زاوية شارع مونمارتر عند التقائه بشارع كرواسان الصغير؛ وقد اشتهر منذ أواخر القرن الماضي بأنه مقهى الأدباء الناشئين. ثم غدا قبيل الحرب مجمع الصحفيين يحتشدون فيه صباحاً ومساء ليكتبوا أخبارهم أو مقالاتهم؛ وهكذا كانت تحرر فيه معظم الصحف الباريزية، وتعقد فيه الاجتماعات الأدبية والصحفية. وكان صاحبه مسيو فيدمان أديباً يشرف على كثير من الاجتماعات الأدبية التي تعقد في مقهاه. ومما هو جدير بالذكر أن جان جوريس الكاتب الفرنسي والزعيم الاشتراكي الشهير قتل في أغسطس سنة ١٩١٤ أثناء جلوسه في شرفة هذا المقهى
وقد تحول تيار الأدباء والفنانين في العهد الأخير من مونمارتر إلى مونبارناس، وأخذت مقاهي مونمارتر ومطعمها الشعبية تواجه الأزمات نظراً لانصراف أصدقائها القدماء عنها، بينما أخذت مقاهي مونبارناس، ومعظمها جديد، تزخر بعملائها الجدد، وقد عرفت مقاهي هذا الحي الباريزي الشهير دائماً بأنها مجمع الفنانين، ولكنها اليوم تغدو أيضاً مجمع الأدباء والكتاب من كل ضرب
اقتراح إنشاء جامعة عراقية
أقام أدباء بغداد حفلة تكريم للدكتور زكي مبارك فألقى في تحيتهم خطبة جاءت في ختامها الكلمة الآتية:
(لقد رحلت عن مصر وأنا مصمم على الاستبسال في الدعوة إلى إنشاء جامعة عراقية، فلما وردت العراق لم أجد من يشجعني على تحقيق ذلك الأمل النبيل، وصارحني بعض الرجال بما يعترض إنشاء الجامعة العراقية من عراقيل
فأنا أنتهز هذه الفرصة لتسجيل هذه الرغبة بطريقة علنية، وأصافح بيمناي أنصارها الأوفياء، وأدعوكم إلى الكتابة عن هذه الأمنية في كل يوم، والكلام عنها في كل مجتمع، والإلحاح بها على جميع الوزراء. وأعلموا أن من العار أن تخلو بغداد من جامعة وباسمها الخالد تتعطر الأفواه في جامعات الشرق والغرب
إن الحجة في أيدينا أيها الزملاء، فعندنا نواة الجامعة العراقية، عندنا النواة السليمة لأربع كليات، فلنبادر بتأسيس الجامعة العراقية بصفة رسمية، ولنبادر بخلق الصلات العلمية