وإما لأنهم خشوا رجحان كفة الصليبين إذا اختفى صلاح الدين من الميدان.
ولبث الإسماعيلية من بعد شيخهم سنان زهاء قرن آخر، يمتنعون بقلاعهم في الشام، وينتهزون فرص المعارك والأحداث المختلفة ليظهروا على مسرح الحوادث حيثما آنسوا الغنم، وشغل بلاط القاهرة عنهم طوال هذه الحقبة بمكافحة الفرنج ورد الخطر الصليبي؛ فلما كان عهد الظاهر بيبرس، سارت حملة مصرية إلى الساحل في سنة ٦٦٨هـ (١٢٦٩م)، وحاصرت قلاع الإسماعيلية، واقتحمت مصياب أمنع حصونهم ومقر زعامتهم وخربت قلاعهم ومزقت قواهم كل ممزق؛ وبذلك انهار نفوذهم في الشام كما انهار في فارس قبل ذلك بقليل واستحالت هذه الطائفة الإرهابية الخطرة بعد ذلك إلى شراذم لا أهمية لها سواء من الوجهة السياسية أو المذهبية، وانتهى بذلك تاريخها الحافل بالجرائم والمؤامرات المدهشة.