ولا نعرف شيئاً كثيراً عن تاريخ الملكية في عهد الأسرات الثلاث الأولى؛ فإذا وصلنا إلى الأسرة الرابعة وجدنا مادة كثيرة نستطيع أن نكون منها صورة هامة عنها، ومع ذلك يجب أن نذكر أن مادتنا هذه تتكون إلى درجة كبيرة من ألقاب، وهذه قد تكون مضللة لاسيما وأن فرعون كان يغدقها عن سعة على المقربين إليه حتى اضطر أصحاب الوظائف الحقيقية أن يلجئوا في كثير من الظروف إلى إضافة كلمة الحقيقي بعد لقبهم تمييزاً لهم عن غيرهم.
الحكومة المحلية
كانت حكومة البلاد في يد إدارات محلية تشرف عليها الحكومة العليا وعلى رأسها الملك. وكانت الولاية هي الوحدة الإدارية ويرأسها الأمير أو حاكم الإقليم، وكان حاكماً وقاضياً ومديراً في ولايته وهو فوق ذلك الكاهن الأكبر لإلهها المحلي ويتمتع بحرية كبيرة داخل حدود ولايته.
على أن هذا الحاكم كان مسؤولاً أمام الحكومة العليا عن ضرائب ولايته، وعن إدارته لها إلى حد ما. والظاهر أن انقسام البلاد إلى إمارات على هذا الشكل هو أثر لانقسامها إلى قبائل قبل هذا التاريخ. وكان الأمراء يتوارثون الحكم في الولايات بعد موافقة الملك لان الأرض نظرياً كانت كلها ملكه.
الحكومة العليا
وليست معلوماتنا عن الحكومة العليا اكثر منها عن الحكومة المحلية إن لم تكن أقل؛ فالملك هو الرئيس الأعلى، وفي عهد الأسرة الثالثة بدأ فرعون يختار وزيراً لمساعدته في المسائل القضائية والإدارية، ونجد أن ملوك الأسرة الرابعة يختارون وزراؤهم من أبنائهم، ثم أصبح فرعون يختار وزيره بعد ذلك من أسرة أخرى إذا شاء. وكان أكثر رجال المملكة مسؤولية لأنه كان الرئيس المباشر لأعمال الموظفين في الحكومة الفرعونية كافة من إداريين وكتبة من أكبرهم إلى أصغرهم، وكان يشترط فيه أن يكون بارعاً في فن العمارة، ومن أهم وزراء الأسرة الثالثة الوزير الحكيم (امحتب) الذي برع في الطب والعمارة وشيد لمليكه زوسر هرم سقارة المدرج.
ويساعد الملك غير الوزير عدد من الموظفين، وكانت أعمال خزانة الدولة في يد بيت