للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن يملا جورباتهن كما ملأ جورب إيمي. . . وطال حوارهن، واشتد صخبهن، وكان حواراً وصخباً مملوءين بالضحك، مفعمين بالاستبشار بعيد الميلاد السعيد. . . وكانت بهجة تلقين بها العيد قبل مطلع الشمس كالبهجة التي يتلقى بها الطفل قبل أن يولد.

وذهبت جو إلى غرفة أمها - وكان أبوها على سفر - لتوقظها فلم تجدها، وظنت لساعتها أنها ذهبت إلى الكنيسة لتشكر للملاك الكريم ما أتحف بها بناتها من الكتب الجميلة ذوات الصور الملونة، وما. . أتحف به إيمي من الحلوى. . فعادت جذلانة إلى الغرفة، وما كادت تتحسس جوربها المعلق في (شباك) السرير حتى وجدته مثقلاً! فاستبشرت وطفر قلبها، وأفرغت ما في الجورب فوجدت قدراً هائلاً من الفستق المعالج بالسكر والكستناء المثلوجة. . . شيء عجيب حقاً، لقد تحسست الجورب منذ ساعة فلم يكن فيه شيء من هذا. . . لله ذاك الملاك الكريم البار. . . وعجب البنات عجباً شديداً، فذهبت كل تتحسس جوربها فوجدته مفعماً. . . فطرن من الفرح، واشتد الصخب من جديد وعلا الضحك. . . وأشرقت الشمس. . . ووقفت جو وسط أخواتها تهتف كأنها إمبراطور: (أخواتي! اسمعي يا بث، أصغي يا ماجي. . . انتبهي يا إيمي لنبق على الحلوى حتى تعود أمنا فتشركنا فيها. . . ولنشرع من الآن في قراءة الصفحة الأولى من الكتاب الجديد، حتى إذا عادت الوالدة سرت بذكائنا سروراً لا مزيد عليه. . . وبذلك نرضي الملاك الكريم الذي أتحفنا بالكتب وبالحلوى، ولم يعدنا صغاراً فلم يتحفنا بما كان أحجى أن يتحفنا به من اللعب. . . هو ملاك كريم على كل حال فلنشكره قبل أن نبدأ. . .

ورفع الصغار أيديهم إلى السقف. . . وركعن على ركبهن ورحن يشكرن الملاك الكريم، ثم اعتدلن، وأخذن في قراءة الصفحات الأوليات. . . وكان منظرهن كمنظر الملائكة الأطهار الأبرار الأخيار. وإن تكن إيمي الصغرى لم تكن تفكر في هذا الملاك الذي ضايقها بهذا الكتاب، ولم يتحفها بلعبة تفخر بها على أترابها إذا كان الصباح، وبرز الأطفال في الشارعيتنافسون ويفخرون. . . ولم تكد تفهم من اجل هذا سطراً واحداً من الصفحة الأولى من كتابها، بل سمرت وجهها في الصورة الملونة، وراحت تفكر وتدمن التفكير، في شح هذا الملاك الكريم باللعبة التي لا محيص منها في عيد الميلاد!

ولم يكد الصغار ينتهين من قراءتهن حتى دخلت أمهن وفي إثرها حَنّة الخادمة العجوز،

<<  <  ج:
ص:  >  >>