مثقلين بكثير من اللعب وشيء غير قليل من الرقائق والشطير والفطير وحلوى الكاكاو للإفطار ولقينها بالبشر، ولقيتهن بقبلة سعيدة طبعتها على جبين كل منهن إلا إيمي الصغيرة فقد طبعت لها قبلة طويلة على خدها. . وسرعان ما غفرت إيمي للملاك الكريم ما كان منه من شح بلعبة عيد الميلاد حين أخذت حصانها الخشبي الكبير فَعَلتْ صهوته، وأنشأت تمرح وتصخب، وتقول:(كتاب! أنا لم اقرأ حرفاً واحداً من الصفحة الأولى يا جو. . .) ولكن جو نظرت إليها في ظرف، ثم قالت لامها:(ولكنا قرأنا الصفحة الأولى كلها يا أماه، وسنقرأ كل يوم صفحة أو صفحتين حتى نفرغ من كتبنا. . . حقاً أن بابا نويل لملاك كريم) فردت بت تقول: (ويظهر أنه يجيد الرسم ويحذف التلوين يا أماه! انظري صوره الجميلة التي رسمها في كتابي). . . فتضاحكت أخواتها، ولكن ألام الرزينة لم تضحك، فتساءلت جو:(لم لا تضحكين يا أماه؟ فيم تفكرين؟ في أبي. .؟ سيأتي حالاً. . . هو لا شك يفضل أن يقضي عيد الميلاد بيننا!) فقبلتها أمها قبلة تفيض حناناً وحباً، ثم قالت:(اسمعن يا صغيراتي. . . لقد ذهبت فأحضرت لكنَّ اللعب من بابا نويل، وحينما كنت عائدة سمعت أنيناً في منزل جارتنا الفقيرة، فطرقت بابها ففتحت الباب ابنتها الكبرى، فلما سألتها ما هذا الأنين ذكرت لي أن أمها كانت تلد، وأنها وضعت غلاماً لا تدري فيم تلفه لتقيه البرد، وقالت لي إنهم لا يملكون حطباً يستدفئون به ولا طعاماً يأكلونه في هذا العيد السعيد، فدخلت فسلمت على ألام، ورأيت وليدها، ورأيت الصغار محتشدين في الفراش الفقير وهم ينتفضون من البرد، ويلتصق بعضهم ببعض ليستدفئوا. . . وراعني أن يطلب أخوهم الوحيد الأصغر طعاماً فتنظر إليّ أمه، وتمتلئ عيناها بالدمع ولا تقول شيئاً. . . منظر مؤلم حقاً يا جو. . . أليس كذلك يا بت؟).
وتنظر جو إلى أخواتها، وتتبلل عيناها بالدمع، وتقول:(مؤلم جداً يا أماه! وتقول إيمي: (وأين بابا نويل؟ لِمَ لم يرسل إليهم حلوى وفطيراً كما أرسل ألينا؟ فتقول ألام: (يظهر أنه نسي يا إيمي. . . جو. . . أليس يحبنا الله ويدخلنا جناته إذا نحن حملنا حلوانا وفطيرنا، وذهبنا لنفطر مع هؤلاء المساكين!).
فتسكت جو لحظة، وتنظر إلى أخواتها، ثم تقول:(والله إنها فكرة جميلة يا أماه. . . هيا. . . سأحمل جوربي كله بما فيه من كستناء وفستق) وقالت بت: (وأنا أيضاً. . . ولكن