الحلوى لا تشبع الجوعانين. . . هاتي الفطير يا حنة) وتقول ماجي:(لا. . . سأحمل أنا الفطير. . . لتحمل حنا الحطب. . .) أما إيمي، فقد نظرت إلى أمها مرة، والى الكتاب أخرى، ثم قالت:(وأنا. . . سآخذ هذا الكتاب لأفرحهم بصوره. . . أنا لا أستغني بحال عن حلواي!) فضحكت ألام، وضحكت حنة، ولكن جو قالت لأختها جادة:(سندخل نحن الجنة ونتركك ببابها يا إيمي؟) فقالت الفتاة وقد صدقت قول أختها: (بل ادخل قبلكن. . . سآخذ لعبتي أيضاً. . .)
وحملت كل منهن حلواها. . . وتذكرت جو اللعب، وما عساها تبعث في المساكين من مرح في هذا اليوم المبارك، فأسرعت إلى الدولاب فأخرجت كال اللعب القديمة، وكان فيها (طراطير!) من العام الماضي، فأحضرتها، وألبست كلا من أخواتها طرطوراً، ثم انطلق الجميع بأحمالهن إلى بيت جارتهن. . ولم يكن الشارع قد ازدحم بكثير من المارة، فكن يتضاحكن مرة، وينتفضن من البرد الشديد أخرى. . .
وطرقن الباب فانفتح. . . وتقاطرن داخل البيت، وأخذن ينشدن نشيد عيد الميلاد، ويملأن البيت سعادة وبهجة. وقصدن إلى السرير فأيقظن الصغار. . . وأسرع هؤلاء وعيونهن تفيض دمعاً ودهشاً. . وجعلوا يحملقون في الملائكة الأطهار اللائى جئن يسعفنهم بالحلوى والغذاء والسعادة. . . أما حنة فقد أوقدت الحطب. . . وأما ألام البارة فقد أخذت الوليد من أمه البائسة ولفته في مزق أحضرتها لهذا الغرض، ثم جلست تواسي الوالدة المسكينة بكلمات طيبات.
وأقبل المساكين والمسكينات على الفطير يلتهمونه التهاماً، كأنهم قد لبثوا أياماً دون أن يذوقوا طعاماً. . . وكان البنات يشهدن ويعجبن، لأنهن لم يرن ناساً يأكلون بهذه السرعة، ولا طعاماً يزدرد بهذا الشره. . . ولكن جو كانت تنظر وتتألم ثم تصطنع العبث وتجهد أن تضاحك الصغار ما استطاعت. . . ثم إنها أخذت الطراطير من أخواتها، فجعلتها على رؤوس البائسين. . . وهنا أخذ هؤلاء يضحكون ويقهقهون. . . ونسوا ما كان بهم من فاقة وعوز وجوع، حين دبت الدماء حارة في أبدانهم من الشبع، فلما أخذت جو تفرق اللعب القديمة بينهم ثارت بينهم وبينهن عاصفة من المرح، وسرت فيهم موجة جارفة من السرور. . . وقالت فتاة منهن صغيرة: (شكراً لك يا بابا نويل، لقد حسبنا أنك نسيتنا،