ولكنك أرسلت إلينا اللعب والطعام والحلوى. . . والنار. . . النار اللذيذة التي تؤججها أمنا حنة. . . فشكراً لله وشكراً لك. . . وشكراً لأخواتنا هؤلاء. .) وكانت ألام تصغي إلى ما تقول ابنتها، وعيناها تفيضان بالدمع. . فتواسيها ألام الأخرى، وتمسح عبراتها بأطيب الكلم الصالح. .
وعادت العائلة المقدسة أدراجها إلى المنزل.
وجلسن حول المائدة كعادتهن كل يوم، فقدم لهن الفطور العادي من لبن وجبن وخبز، فاقبلن عليه، واحتسين الشاي، وأحسسن إحساساً عميقاً بسعادة فذة في نوعها. . . سعادة لا تقدر الحلوى ولا يستطيع الكستناء ولا الفستق أن يصنع شيئاً منها. . سعادة الخبز والبر. . . وسعادة التقوى. . . وسعادة الله!
وجلست ألام مع ذاك تشكر بناتها، وتذكر لهن ما كان يصنع القديسون والشهداء في هذا اليوم من ضروب الإيثار وفنون التضحية. . . وكان البنات يصغين في لهفة واشتياق ويكاد الدمع ينهل من عيونهن.
ونهضت كل إلى لعبتها لتفرح بها.
ونظرت إيمي إليهن. . . وكانت قد حملت حصانها فأهدته لجماعة المساكين. . . ولم يهمنا قط أن تكون عاطلا وأخواتها حاليات. . فتأثرت ألام، وانطلقت معها إلى بائع اللعب، فاشترت لها حصاناً اكبر من الذي تصدقت به على الفقراء، فعادت إيمي وقلبها يفيض بالبشر، وراحت تفاخر أخواتها، وأخواتها مع ذاك قانعات راضيات.
وبينا هن ضاحكات مستبشرات، إذا بطارقٍ بالباب، فتمضي حنة لترى، وتعود لتذكر أن الجار الغني، صاحب القصر المنيف القريب، يريد لقاء سيدتها. . .
وتلقاه السيدة في غرفة زائريها المتواضعة. . . ويشدهها منه أن ترى معه سلة كبيرة بها أشياء فهمت أنها هدية. . .
- مرحباً يا سيد! عيد سعيد أن شاء الله!
- عيد سعيد يا سيدتي.
ترى ما الذي جاء بهذا الرجل الغني في هذا الصباح؟ لقد عرف عنه انه رجل عزوف عن الناس، عزوف لأنه غني. . . هو يرى نفسه من طبقة غير طبقة هؤلاء المساكين الذين إذا