به وقال لا آمن أن يكون قد أصابه تحريف وهو في يد غيري
ذلكم جهد السلف ودأبهم في التثبت، على ما حملهم هذا من عناء ونصب. فكيف وقد تيسر طبع الكتب بما خلقت المدنية الحاضرة من وسائل - كيف نتهاون في التصحيح والتحقيق فنخرج كتباً تنوء بأغلاطها؟ إن ناشر الكتاب اليوم يكفيه أن يصحح نسخة واحدة لتصح له آلاف النسخ فيتواتر الكتاب، ويؤمن عليه الغلط والتحريف، والزيادة والنقص من بعد. ليت شعري بأي عذر نعتذر، وبأي تعلة نتعلل؟ لا عذر ولكنه التهاون والكسل أو القصور والجهل ليس فيها خيار لمتخير
فالذي نرجوه أن تؤلف الحكومة أو تكل إلى الجامعة، تأليف هيئة لمراقبة النشر وبخاصة نشر الكتب القديمة فلا يؤذن لناشر أن ينشر كتاباً حتى تتوثق هذه الهيئة أن القائمين على تصحيح الكتاب هل لتصحيحه وإخراجه على حال يسكن إليها أولو العلم والأدب. ولهم في لجنة التأليف والترجمة والنشر أسوة حسنة ومثال صالح
ذلكم أقرب إلى التحقيق، وأبعد من الفوضى، وذلكم أجدر بنا وأولى بسمعتنا، وأحفظ لتاريخنا وآدابنا. فإن توهم متوهم أن الخطب في هذا أمم يوكل إلى الزمن إصلاحه ولا يحتاج إلى عناية الأمة والحكومة فليسأل الباحثين من علمائنا وأدبائنا ليشكوا إليه ما قاسوا من الكتب المحرفة، والنصوص المضللة. وإنا لراجون أن تبادر الحكومة إلى تبشير الأدباء بما تعتزم في هذا الأمر العظيم ثم تتبع البشرى العمل والوعد الإنجاز