إن لم يكنها أو تكنه فإنه ... أخوها غذته أمه بلبانها
رأيت فيه مجهوداً عظيماً لذلك النفر الكرام جمع حلاوة اللفظ، وإشراق الفكرة، ولطف الانسجام بين المبنى والمعنى والحقيقة والخيال. فجاء كخيال الحسناء في المرآة. ولا بدع فهو ظل لقصص الله، ولو جاز لي أن أقتبس كلمة سعد العالية لقلت:(إنه تنزيل من التنزيل، أو قبس من نور الذكر الحكيم)
جرى الأفاضل وراء ما قصه الله الذي يقول:(نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القران) فأفاضوا القول في كل قصة، وبسطوا ما ذكر رمزاً في كتاب الله، وحشدوا الأسباب وعللوا، واستخرجوا الموعظة وذيلوا، وحققوا الزمان والمكان والإنسان، وصوروا البيئة بجميل الألوان، ونطقوا عن الألسنة بما يجاري الحق والتاريخ وإن كان لقاحاً بين الحقيقة والخيال، فأتوا بالعجب العجاب. والكتاب جليل الموضوع لم يطرقه أحد من قبل - على ما نعرف - بهذا البيان والاستعداد، وهو من الكتب التي تألفها الروح وتجد فيه غذاءها. غير أن بعض قصصه - وهو قليل - نزل أسلوبه عن معظمه، وأظن ذلك من ضرورة الشركة، وهو على كل حال كتاب قيم جليل
أحمد أحمد التاجي
حركة الكشف
للكشاف أحمد الشربيني جمعة الشرباصي
بين يدي الآن هذا الكتيب الصغير، دفعه إلي رسول من مؤلفه يرجوني أن أنظر فيه وأكتب عنه، وأنا رجل عفت الكتابة عن المؤلفين والكتب من زمان؛ فما بي طاقة على أن أظلم نفسي فأقول للمسيء أسأت فأتعرض لغضبه أو عتبه، وما لي طاقة على أن أغش قرائي فأقول عن الرديء إنه حسن وما فيه إلا حسن العاقبة لنفسي. . .
ولكن ما بال هذا الكتاب يدعوني إليه فأفرغ له، فلا أدعه حتى أتمه، ولا أتمه حتى أهم بالكتابة عنه، ولا أهم بالكتابة حتى تنثال علي المعاني انثيالاً ويمضي بي الفكر إلى غايته؟
لا، لم يكن هو الكتاب ما دعاني إلى ذلك بما فيه ولكن بما حوله، وليست هي مادته ولكن