مراحل التدريب؛ أعني أنها يجب أن تكون استقرائية قائمة على المشاهدة بحيث تجعل الطفل في حالة (اختبار) حقيقية يرغب فيها لذاتها، وتنبه فكره إلى المسائل التي يعالجها، وتتيح له القدرة على تدبير هذه المسائل بمعرفته وملاحظته، وتجعله مسئولاً عن حل الحلول التي تعرض له بطريقة منظمة، وتعطيه أخيراً الفرصة التي يختبر بها صحة فروضه ويتأكد من صحتها.
هذا إلى وجوب تفهيم الطفل قيمة ما يدرس ومدى نفعه في الحياة العملية والمعنوية ليزداد جهده فيه وإقباله عليه، وليكون قلبه معه دائماً في عمله، وإلى وجوب وقوف المدرس بين بين فلا يترك الطفل يمضى إلى إشباع ميوله دون رقابة، ولا يملي عليه ما يريد إملاء قسرياً، بل يتبين ما يتحفز فيه من غرائز وميول ويقدم له ما يساعده على ما يريد.
ولما كانت الطريقة هي ترتيب المادة بحيث تكون أكثر فاعلية في الاستعمال فإنها لا تكاد تخالف المادة قط. أليس من (يأكل) يتناول طعاماً هو (الأكل) نفسه؟
وقد نجم من فصل الطريقة عن المادة قلة فرص التجاريب أمام الطفل، وسوء فهم النظام والشوق، والعناية المقيتة بالحفظ وحده، وجعل عملية التعليم ميكانيكية عديمة الروح، فأدى الأمر إلى تخشب آلي (بسبب الفصل بين العقل والنشاط الذي له من خلفه غرض يدفعه).
أفرأيت هذا كله؟ أفلاحظت ما فيه من قوة ونفع وسمو؟ إنهم هكذا يفكرون في أمريكا وكذلك يطبقون. . .