وقال ابن حجر العسقلاني في كتابه (توالي التأسيس بمعالي ابن إدريس): (وأما عثمان بن شافع فعاش إلى خلافة أبي العباس السفاح) وله ذكر في قصة بني المطلب لما أراد السفاح إخراجهم من الخمس وأفراده لبني هاشم، فقام عثمان في ذلك حتى رده على ما كان عليه في زمن النبي صلى الله عليه وسلم) ص٤٥
وذكر ابن عبد البر فيمن أخذ عن الشافعي علمه من أهل مكة أبا إسحاق إبراهيم بن عبد الله بن محمد بن العباس بن عثمان بن شافع قال:(وهو ابن عمه، وروى أيضا عن ابن عيينة وغيره وكان، ثقة حافظاً للحديث ولم ينتشر عنه كبير شيء في الفقه، وكان منشؤه بمكة وتوفي بها سنة سبع وثلاثين ومائتين، وحدث عن جماعة) ص١٠٤
ولسنا نعرف من أمر إدريس والد الشافعي إلا انه كان رجلا حجازيا قليل ذات اليد، وانه خرج مهاجرا من المدينة حين ظهر فيها، بعض ما يكرهه، أو خرج من مكة إلى الشام لحاجة في رواية اخرى، وأقام بغزة أو بعسقلان من بلاد فلسطين ثم مات بعد مولد الشافعي بقليل.
أما أم الشافعي فهي أزدية في ارجح الروايات، وهي الرواية المشهورة المعزوة إلى الإمام نفسه، وذكر بعض المؤرخين أن كنينها (أم حبيبة الأزدية).
ونقل بعض أصحاب التراجم أن أم الشافعي هي فاطمة بنت عبيد الله بن الحسن بن الحسين بن علي بن أبي طالب.
وقيل: فاطمة بنت عبد الله المحض بن الحسن المثنى بن الحسن بن علي.
وقالوا: إنهم لا يعلمون هاشميا ولدته هاشمية إلا علي بن أبي طالب والشافعي.
ورجح هذا القول ابن السبكي في كتاب (طبقات الشافعية الكبرى) لكن الفخر الرازي يرى: إن هذا القول شاذ، ويقول ابن حجر العسقلاني: انه لم يثبت ويرده كلام الشافعي نفسه. قال ابن السبكي:(ولله درها من أي قبيلة كانت!).
قال ابن حجر:(ومن ظريف ما يحكى عن أم الشافعي من الحذق: إنها شهدت عن قاضي مكة وهي اخرى مع رجل. فأراد القاضي أن يفرق بين المرأتين، فقالت له أم الشافعي: ليس لك ذلك، لأن الله سبحانه وتعالى يقول: (أن تظل إحداهما فتذكر تحداهما الأخرى) فرجح القاضي لها في ذلك. وهذا فرع غريب واستنباط قوي).