وإذا كانت تلك إرادتك، وهذه هي غايتك، فاجذب إليك حطامي المنقض، واصبغه بالألوان وزينه بالذهب، ثم أرسله بين هوج الرياح ليبدو في فنون أخَّاذة.
وإذا كانت مشيئتك أن تنتهي من عملك والليل ساج، فسأذوب وأتلاشى بين أضعاف الظلام، أو في بسمة الصباح اللامع. . . في الصفاء والنقاوة.
- ٨٠ -
في أوقات الفراغ آسى أنا على أيامي الضائعة، ولكنها - يا إلهي - لم تضع، فأنت قد بسطت يديك على كل ساعة منها.
إنك تستقر في أعماق كل شيء، فأنت تنفث في الحبة فتصبح نبتة، وتنفخ في الكِم فبتفتح عن زهرة، وتنضج الزهرة فتحور ثمرة.
لقد كنت أستشعر الجهد والضنى فاستلقيت على فراشي وفي خيالي أن كل عمل في العالم قد وقف، وعند الصباح انطلقت إلى حديقتي فألفيتها تموج بالزهر الغض.
- ٨١ -
إن الزمان لا نهائي بين يديك يا سيدي، وليس هنا من يستطيع أن يحصي عدد اللحظات.
الليل والنهار يتعاقبان، والدهر يتفتح ويذوي كأنه زهرة، وأنت وحدك تعرف كيف تبقى، والقرون يتلو بعضها بعضاً، تدفع زهرة برِّية صغيرة إلى الكمال.
لم يبق من وقت نضيعه فلنتدافع نحو الفرصة السانحة، فنحن فقراء يؤذينا الكسل.
وهكذا تصرم الزمن وأنا أحبو منه كل شاكٍ يعتفي، فأقفر محرابك من القرابين.
وعند الغروب انطلقت أشتد نحو بابك خيفة أن يغلق علي، غير أني وجدت أنه ما يزال في الوقت بقية.
كامل محمود حبيب
مشروع مجاني يهدف لجمع ما يحتاجه طالب العلم من كتب وبحوث، في العلوم الشرعية وما يتعلق بها من علوم الآلة، في صيغة نصية قابلة للبحث والنسخ.
لدعم المشروع: https://shamela.ws/page/contribute