على اللغة العربية من الجاهلية إلى اليوم، لم تتغير لغتهم بحكم أنهم لم يختلطوا قط بأحد من أهل الحاضرة في مناكحتهم ولا مساكنتهم. وهم أهل قرار لا يضعنون عنه. ولقد أذكر أني دخلت زبيد في سنة (٥٢٠) أطلب الفقه دون العشرين فكان الفقهاء في جميع المدارس يتعجبون من كوني لا ألحن في شيء من الكلام، فأقسم الفقيه نصر الله بن سالم الحضرمي بالله لقد قرأ هذا الصبي في النحو قراءة كثيرة. فلما طالت المدة والخلطة بيني وبينه صرت إذا لقيته يقول: مرحباً بمن حنثت في يميني لأجله. ولما زارني والدي وسبعة من إخواني في زبيد أحضرت الفقهاء فتحدثوا معهم فلا والله ما لحن أحد منهم إلا لحنة واحدة نقموها عليه.
٣٤٠ - ما يقول هذا؟
في (خلاصة الأثر في أعيان القرن الحادي عشر) للمحبي: مر بعض الظرفاء بغلام جميل فعثرت فرس في طين أصاب وجه الغلام منه نزر فقال الظريف: (يا ليتني كنت تراباً!).
فقال بعض المارين للغلام: ما يقول هذا؟
فقال:(ويقول الكافر: يا ليتني كنت ترابا). . .
٣٤١ - يعشق مطلق الجمال
في (شذرات الذهب ونفح الطيب): كان ابن الفارض عشاقاً يعشق مطلق الجِمال حتى أنه عشق بعض الجِمال وولع به فكان يستأجره من صاحبه ليتأنس به، فقيل له: لو اشتريته فقال: المحبوب لا يُملك. وزعم بعض الكبار أنه عشق بَرنية بدكان عطار.
وذكر القوصي في (الوحيد) أنه كان للشيخ جوار بالبهنسا يذهب إليهن فيغنين له بالدف والشبابة وهو يرقص ويتواجد. وكان أيام النيل يتردد إلى المسجد المعروف بالمشتهى في الروضة ويحب مشاهدة البحر مساء، فتوجه إليه يوماً فسمع قصاراً يقصر ويقول:
قطع قلبي هذا المقطّع ... لا هو يصفو أَو يتقطع
فصرخ وسقط مغمى عليه فصار يفيق ويردد ذلك ويضطرب ثم يغمى عليه وهكذا.
٣٤٢ - الأمن، الصحة، الغنى، الشباب
في (العقد): قال الحجاج بن يوسف لخريم الناعم: ما النعمة؟