قال: الأمن، فإني رأيت الخائف لا ينتفع بعيش.
قال له: زدني.
قال: فالصحة، فإني رأيت المريض لا ينتفع بعيش.
قال له: زدني.
قال: الغنى، فإني رأيت الفقير لا ينتفع بعيش.
قال له: زدني.
قال: فالشباب، فأني رأيت الشيخ لا ينتفع بعيش.
قال له: زدني. قال: ما أجد مزيداً.
٣٤٣ - . . . ما سمعناه في كتاب الأغاني
مسعود الدولة النحوي مقدم الشعراء في أيام الأفضل أحمد بن بدر الجمالي أمير الجيوش المصرية:
ما أطاقوا تأمّل الجيش حتى ... كحلت كل مقلة بسنان
غنّت البيض في طُلاهم غناء ... ما سمعناه في (كتاب الأغاني)!
٣٤٤ - خلعت ما لا تملك على من لا يقبل
حكي عن الشريف المرتضى أنه كان جالساً في عِلِية له تشرف على الطريق، فمر تحته ابن المطرزي الشاعر يجر نعلاً له بالية وهي تثير الغبار، فأمر بإحضاره، فلما حضر قال له: أنشدني أبياتك التي تقول فيها:
إذا لم تبلغني إليكم ركائبي ... فلا وردت ماء ولا رعت العشبا
فأنشده إياها، فلما انتهى إلى هذا البيت أشار الشريف إلى نعله البالية وقال: أهذه كانت من ركائبك. . .؟
فأطرق المطرزي ساعة ثم قال له: لما عادت هبات سيدنا الشريف (أيده الله) إلى مثل قوله:
وخذا النوم من جفوني فإني ... قد خلعت الكرى على العشاق
عادت ركائبي إلى مثل ما ترى لأنك خلعت ما لا تملك على من لا يقبل. . .