فكتوريا - هذا صحيح. وقد رأيت منذ أيام صورة لأبن عمي الأمير جورج أوف كمبردج؛ فإذا به يلوح فيها وهو جميل
ملبورن - أستطيع أن أحصل على صورهم جميعاً يا مولاتي حسب مشيئتك، ولكن المصورين في البلاط - مثلهم كمثل رؤساء الوزارات - يعرفون واجباتهم، ولا يعملون إلا ما هو منظور منهم أن يعملوه، فإن لم يقدروا على عمله فعليهم أن يذهبوا
فكتوريا - (وهي ذاهبة إلى المائدة). . . هذه صورة أرسلت إلى والدتي منذ أيام: صورة ابن عمي الأمير ألبرت
فكتوريا - لا شك أنه نشأ جميلاً. ليس في استطاعة مصور بلاط أن يتخيل صورة على هذا المثال
ملبورن - من يدري يا مولاتي؟ من يدري؟ إن الخيال ليجمح. . . فأما وقد استغنينا عن بيان الأسماء فهل أمضي الآن في جمع الصور لصاحبة الجلالة؟
فكتوريا - أوه. كلا! يا لورد ملبورن. لم أكن جادة حين ذكرت هذا
ملبورن - ولا أنا يا مولاتي. إلا أنني أتوسل إلى صاحبة الجلالة أن تفكر في هذا الأمر جادة. . . إن مصير هذه البلاد لفي هذه اليد الصغيرة (وينحني على يد الملكة مقبلاً)
هذا الحوار طريف شائق مفيد من جوانب كثيرة، لأنه يرينا نمطاً من أدب الحديث بين الملوك والوزراء في بلاط الإنجليز، ويرينا نمطاً من الشروط السياسية التي تلاحظ في زواج الملوك الأوربيين والملكات الأوربيات، ويرينا نمطاً من اللياقة التي يتذرع بها الساسة هناك إلى تصريف المسائل الدقيقة. ويحسن الإطلاع عليه، والأمة المصرية تبتهج بزفاف المليك الفاروق حفظه الله وأدام ايامه، ليتم الإطلاع على الفارق بين تقاليدنا وتقاليد الغربيين في هذه الشؤون؛ فقد فرض العرف القديم وفرضت المواقف السياسية قيوداً على ملوك الغرب لا محل لها من العادات الإسلامية والشرقية. ومن ثم كان زواج الملوك المصريين أقرب إلى الديمقراطية وإلى الحرية وإلى المعاني الإنسانية مما يكون بين الأمم الغربية، وهي فيما توحيه الظواهر مهد الحرية في مسائل الزواج.