للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ملبورن - نعم أنت التي تختارين يا صاحبة الجلالة، ولا ضرورة تلجئك إلى الزواج إن أبيت

فكتوريا - أوه، لكن لابد من الزواج. هكذا كانت أمي تقول في كل حين

ملبورن - وهكذا سمعت. على أن مسألة لها مثل هذه الخطورة قلما يسمح فيها لولاء البنوة أن يؤثر في اختيار صاحب الجلالة. وإنما أقول يا مولاتي إنه على فرض أن هناك محاولة من محاولات التأثير على اختيارك في وجهة من الوجهات فالواجب يقضي على لما قدمت من أسباب أن أعارض

فكتوريا - لورد ملبورن، إنني لن أقبل معارضة ما في أمر من الأمور التي على هذا النحو. إنها لن تؤثر في رأيي لحظة

ملبورن - لا؟

فكتوريا - علي التحقيق، وربما أثرت على النقيض في وجهة أخرى

ملبورن - فهمت يا مولاتي، وأنا أشاطرك شعورك، ولا أقول كلمة أخرى، وإنما أكل المسألة إلى حسن رأيك، وإلى ضميرك

فكتوريا - أوه. ما أكرمك معي يا لورد ملبورن! وكم ذا أتعلم منك!

ملبورن - بل كم ذا أتعلم أنا من مولاتي. لقد خدمت ملكين أسن من صاحبة الجلالة، إلا أنني لم أخدم أحداً يصغي إلى المشورة بما تبدين من حكمة وحسن إصغاء

فكتوريا - (ناهضة) أستودعك إذن يا لورد ملبورن. أتبقي معك البيان أم تتركه هنا؟

ملبورن - بأذنك يا مولاتي. اذكري ما قلته أو تفضلي بنسيانه. . . فالاختيار لك وحدك وليس لأحد غيرك

فكتوريا - نعم، ولكنك لم تُرِني بعدُ صورة من الصور

ملبورن - صوراً يا مولاتي، ولماذا الصور؟

فكتوريا - لا يسعني أن أختار أحداً حتى أرى ملامح وجهه، فليس هذا بالإنصاف لهم ولا هو بالإنصاف لي

ملبورن - تستطيعين أن تأمري بدعوتهم.

فكتوريا - كلا! لا أنوي أن أدعو أحداً إن لم يعجبني مرآه

<<  <  ج:
ص:  >  >>