أباها قد قبل خطبتي، وحقق رغبتي، ثم مال عليّ علي - وكان إلى جانبه - وقال: أليس كذلك يا ابن أبي طالب؟
قال علي: هو كذلك يا أمير المؤمنين، فبارك الله لك فيها، وبارك لها فيك. واعلم يا ابن الخطاب أنه إذا كانت الرغبة منك دعتك إلينا، فإن الرغبة فيك أجابتك منا، وقد أحسن بك ظناً من أودعك كريمته، واختارك ولم يختر عليك، وقد زوجتك ابنتي على كتاب الله، إمساك بمعروف أو تسريح بإحسان. وإذا كان الله سبحانه وتعالى قد جعل الأصهار صلة للأرحام المتقطعة والأنساب المتفرقة، فابتهل إليه أن يزيدنا بهذا الإصهار تمكينا وصلة على ما يحبه ويرضاه.
قال عمر: وأنا قد أمهرتها أربعين ألفاً. . . وإني لأقول ما قال النبي في ذلك: اللهم بارك لي في أهلي وبارك لأهلي فيّ، وارزقني منها وارزقها مني، واجمع بيننا ما جمعت في خير، وإذا فرقت بيننا ففرق في خير، اللهم جنبني الشيطان وجنب الشيطان ما رزقتني
قال الجالسون جميعاً: وإذن فبالرفاء والسعد يا أمير المؤمنين، وبالرفاء والسعد يا فاروق