وذاعت أنباء النصر في مصر فغمر الفرح رعايا فرعون، وراح الجميع يقيمون معالم الزينة على مساكنهم ومتاجرهم، وانطلقت زرافات الكهنة ترتل أورادها في شوارع المدن، وبدت طيبة في أبهى حللها، ورفرفت الأعلام على الهياكل ودور الحكومة، وتدفق حابي بالبركات في أرجاء البلاد
وذهب نائب الملك في معيته كبير الكهنة للقاء صاحب الجلالة على حدود البلاد، وليجنباه الخبر المفزع الهائل. . . خبر اختفاء عروسه. . . أو ليكونا على الأقل معينين له على تحمل الصدمة. . .
وقد سألهما جلالته عنها حين لقيهما فكتما عنه الأمر، لتتم للبلاد أفراحها؛ واعتزما ألا يقولا له شيئاً حتى يستقر في عاصمة ملكه
وكم حدّث عزيز مصر نفسه أنه كان أحجى بحتاسُّو لو خرجت إلى الحدود للقائه، كما خرج نائبه وكبير الكهنة وكبراء الدولة. . . . . .
لكنه مع ذاك تجلد واصطبر. . .
ووصل إلى طيبه. . . ولكن حتاسو لم تسرع للقائه، فماذا جرى؟! وبدلاً من أن تذهب حتاسو إلى قصر الملك لتهنئه، فقد ذهبت أمها الواهية المتداعية. فما إن وقعت عيناه عليها حتى سألها:
- ماذا؟ أين حتاسو؟؟
فتبسمت الأم المذهولة وقالت:
- في سريرها يا مولاي!
- في سريرها؟ أهي مريضة؟
- أجل يا مولاي
ونظر نائب الملك إلى كبير الكهنة ثم راح يسر إليه:(يا للآلهة! إن تي وفية للملك مخلصة. . . إنها تأبى أن تكون أول من يبلغ الملك نبأ اختفاء عروسه!!)