فليكن هذان المقالان كل ما أرسل إلى الزيات، ولتكن هذه الحوادث بداية لرجوعي إلى العقل، فأنا لا أزال شاباً، ومن السهل أن أحسن سمعتي وأن أعيد تنظيم عيادتي في شارع فؤاد، فلولا جناية الأدب لكنت اليوم أغنى الأطباء
على أنه لا موجب للندم على المقالين اللذين نشرتهما الرسالة، فقد أصبح العراق جذوة وجدانية، وصار اسم ليلى بداية كل حديث ونهاية كل حديث في الأندية والمعاهد، بغض النظر عن الفتنة التي ثارت بسبب ليلى في الرستمية، وبغض النظر عن المشاجرة التي وقعت من أجلها في كلية الحقوق. . . وينبغي أن أسجل أن هذين المقالين جذبا الأنظار إلى المؤتمر الطبي، فقد حدثني الدكتور حسين كامل أن طلبات الاشتراك بلغت المئات في أسبوع واحد. والسبب لا يخفى على من سيقرءون مذكراتي في السنين المقبلات، فقد صار مفهوماً أن ليلى ستحضر جلسة الافتتاح، وإلى ذلك أشارت جريدة البلاد وجريدة العقاب وجريدة الرأي العام وجريدة الهدف، وأنكرت ذلك مجلة الكفاح وقالت: إنه لا يليق بأمة إسلامية أن تعرض امرأة لعيون الناظرين؛ وفات مجلة الكفاح أن المؤتمر لا يعقد هذه السنة في بغداد إلا بسبب النظر في أمر ليلى المريضة في العراق
ولكن هل أسمح بخروج ليلى؟ هل ضاقت الحيل حتى أمكن الناس من رؤية ليلى؟
رباه! لقد بدأت أشعر بالغيرة على ليلى، فهل تكون الغيرة نذيراً بهبوب عاصفة الحب؟
أمري إلى الهوى!
نشرت جريدة البلاد في أبرز مكان كلمة تحت عنوان:(أنشودة اللقاء)
ثم قالت إنها تلقت قصيدة موجهة إليّ بتوقيع (ليلى المريضة) وأنها حولت القصيدة إلى الدكتور زكي مبارك راجية أن يكون له فيها شيء من العزاء
وقد تلقيت القصيدة وتأملت الخط، فعرفت أنها من ليلى غير ليلاي
ونشرت جريدة العقاب كلمة قالت فيها إنني شرعت في تعلم الطب، وذلك دليل جديد على أن شهرتي الأدبية أضاعت منزلتي في عالم الطب، فمتى يشفيني الله من الغرام بالأدب وصحبة الأدباء!
آه! آه!
هذا خبر جديد، فقد أخبرني الدكتور حسين كامل أن الزيات سيحضر إلى بغداد لشهود