بلا ريب أسطع المغامرات المكيافيلية في عصرنا، فقد انتهكت فيه جميع المعاهدات التي عقدت والمواثيق التي قطعت باحترام سلامة الحبشة واستقلالها، ولم تخف الفاشستية أنها أقدمت على هذه الخطوة الجريئة تحقيقاً لمطامعها الإمبراطورية
وهانحن أولاء اليوم نشهد نفس التجربة المحزْنة في أسبانيا وفي الصين
فإلى أي مصير يسير العالم في ظل المبادئ العنيفة الخطرة؟ يقول لنا مؤلف كتاب (نحن ومكيافيلي) إن مدى الشر الإنساني لم ينقص وإن العناصر السيئة في الأفراد تجمع من جديد لتطلق بعد ذلك من عقالها في أعمال العنف والشر، وأنها قد تدفع العالم إلى كارثة أفظع وأروع من كارثة الحرب الكبرى
ونخشى أن يكون في ظواهر العصر وتطورات السياسة كثير مما يدعم هذا التكهن المروع