للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

(لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ثم رددناه أسفل سافلين)

يا يد الله! يخيل للإنسان العاجز أنك تخرجين الصنعة من مخابير ومسابير وعجلات ودواليب في مصانع وحظائر. وأنك تستخدمين طلاسم ولوغاريتمات ومعادلات. . . كما يفعل هو إذا أراد أن يحاكي أو يوحد بين ذرتين أو يفصل بينهما. ولذلك سألكِ إبراهيم أحد المقربين إليك: رب أرني كيف تحيي الموتى فأريته ذلك الكَيْف. ولكنه لم ير شيئاً أكثر من أنه دعا مًوَاتاً فاستجاب له حياً! إنه لم ير شيئاً. . .

إن كل آلاتك كلمة واحدة من حرفين اثنين بِكَيْلِنَا نحن ولكنها عندكِ خارجة عن حدود التعداد والقياس

إنك يد تتكلم كلمات وراءها حقائقها المُنْجزة التي لا تنفد ولو كُتبت بما في الأرض من شجرة أقلاماً ممدودة بماء البحر من بعده سبعة أبحر. . .

قال (إسحاق نيوتن) ما معناه: إن خالق هذا الكون على علم تام بعلم الميكانيكا. . . تماماً كما يقول الطفل: إن الملك عنده مائة دينار

ومن هنا آفة الفكرة في (الألوهية) عند أكثر الناس إذ جعلوا (الله) على صورتهم وبمنطقهم. . .!

قالت القدرة المطلقة للعجز الإنساني: تَهَج هذه الأبجدية التي شئت أن تراها وحدها مني وهي حسبك من معرفة. ولكنه تخطى البُدائيات وخاض في المجاهل فضل في فلسفاته وفرضياته حتى عاد لا يرى تلك المشيئة الغالية

(حددوا المادة وأنا أتكفل بتحديد الروح). هذا قول (مِلِكنَ) العالم الطبيعي الذي قاس مقدار الشحنة الكهربائية على الإلكترون، والذي اكتشف أشعة تفوق أشعة إكس مئات الأضعاف في قوة اختراقها للمواد. . لم يتخط عقله إلى البحث في الروح قبل أن يدري ما هي المادة. . . ولعمر الحق إن مثل هذا لن يضل. . .

سأراك أيتها الشمس في عيني جديدة كل صباح. . . وأنت يا عالم الظلام. .

وأنت أيتها الأشجار سأصحبك بلفتاتي الذهنية كلما رأيتك قائمة بالفرع ساجدة بالجزع في محراب الطبيعة. . .

ويا أيها الماء والحيوان والإنسان والجبل والحصى. . .

<<  <  ج:
ص:  >  >>