كانت تؤكد، وكذلك يقول كل الناس، أن لي عشرات العشيقات.
لست أنكر أنني كنت أخون مارية في الحين بعد الحين ولكن كنت لها أكثر مما تظن.
أما ما يقوله الناس فلست أباليه.
كل الناس!
عبارة أشمئز منها، ديدان تنساب إلى حياتنا المنزلية من ثقب الباب أو من فرجته وتجر معها شيئا من قاذوراتها.
أحكموا إغلاق النوافذ والأبواب، حصنوا حياتكم الخاصة بالحديد والفولاذ، فأنكم بالرغم من ذلك ستجدون (كل الناس) واقفين ينظرون من الخارج ويظنون ظنون السوء ويعلق الوضر بأبوابكم أو نوافذكم.
كل يوم أرى على زجاج نافذتي ذبابة تنفس بها العمر تبدو ضعيفة كأنها لا تستطيع الحراك، ولكني لا أكاد أقترب منها حتى تكون قد طارت بسرعة.
إني أسمع طنينها واصطدامها بالزجاج فأفتح النوافذ جميعها وأطاردها بالمنشفة، فإذا بها تختفي فجأة تحت السرير أو وراء المرآة أو على إطار صورة حيث تقف لا تبدي صوتا.
إنها لا تتركني وتلحق القذى بفراشي وأسمع طنينها المقلق فوق سريري كل يوم.
وذات مساء بينما كانت مارية تنضو عنها ثيابها أمام المرآة وإذا بتلك الذبابة القبيحة تقع على جسمها الأبيض.