للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

يلمسها بيده ولكنه يزيل من حولها العشب والأوراق التي تكتنفها وتضيق عليها، ويعرضها للضوء والحرارة ويتعهدها بالماء والعناية، هكذا ظللت أرقب مارية وهي تنمو وتتكون امرأة ويشتد غرامها.

كان طبيعيا أن يأتي اليوم الذي تسقط فيه الزهرة بين يدي البستاني الذي ظل ينتظرها بصبر وأناة.

طال صبر البستاني. وفي بعض الأوقات كانت مارية تجتذبني من ذراعي وقد ضرجت وجنتيها الحمرة وتقول لي وقد ملأتها سخرية بنات حواء: (هل أنت غبي؟)

تظن المرأة أنها تتمتع باحترام الرجل لها وإعجابه بها إذا هي ظلت إلى اللحظة الأخيرة تمثل دور المستغواة، ويجمل بالمرأة ألا تتورط في استعمال هذه الألاعيب مع المجربين من الرجال.

ربما كان لهذه الألاعيب تأثير في الذين يرون أنفسهم لصوصا حين يستحوذون على امرأة، ولكن هذه الخدع، التي لا تتنوع ولا تتغير، قد تهيج نفوسنا وتضطرنا إلى الغلظة في الكلام أو المعاملة، وهذا ينتقص الجمال الكامل ويشوه مظهره ويفقد المرأة كثيراً من الذكريات الجميلة في حياتها.

مارية!! يا أرق إنسانة شعوراً! أشكرك لأنك أعفيتني من هذه الخدع والمهازل، من الحياء المتكلف، من الخوف المموه، من الدموع الكاذبة.

مارية كانت لي! ولكني لم أكن لها، أو على الأقل كنت أعتقد ذلك وكانت هي تعرف هذا حتى أنها لا تطمئن إلى خروجي من الباب. إنني أعرف رأيها فقد صارحتني به مراراً ولم أحاول تفنيده لأنها كانت تعجبني كثيراً وهي تبدي رأيها.

كانت شديدة الغيرة، ولكن بذكاء وروية وتسامح.

كانت تعتقد أن لي في اليوم عشر عشيقات.

أيتها الفتيات الصغيرات! إنكن تبالغن في مقدرة الرجل إلى حد بعيد، وتندفعن دائما وراء خيالكن.

في هذه النقطة لم تكن مارية في شيمة غير شيمة بنات جنسها. كانت تزورني لا أقل من ست مرات في كل أسبوع وكانت تجدني كل مرة في انتظارها باشتياق، وبالرغم من هذا

<<  <  ج:
ص:  >  >>