كان هذا الصدار بسيطا ومقبولا لدى الذوق، ولشد ما كانت تحرص على ألا يعلق به قذى. ولما أبى القدر القاسي إلا أن تقع عليه بعض قطرات من النبيذ نشطت في حماسة تغسل تلك البقع (الرذلة) متظاهرة بعدم المبالاة كأن لديها الكثير من الثياب الجميلة الغالية.
يا لك من فتاة صغيرة جميلة لا تحسنين الكذب، فما كان أيسر على المرء أن يستشف قرارة نفسك وأنت منهمكة في التنظيف تؤكدين أنه لم يحدث ضرر لأن الثوب عتيق!
هذا الثوب العتيق هو ثوبك الوحيد. . . . . تكاد الدموع تبتدر من عيني كلما خطر ببالي ذاك الخاطر. فمن خلال هذا الصدار الرقيق تروحت لأول مرة شذى جسمك الطيب وشعرت بدقات قلبك المضطربة
في ذلك الوقت كنت أشعر بعطف على تلك الفتاة الصغيرة ذات الصدار الموشى التي كانت تتكلم كذوات السن من النساء، وأعتقد أن لهذا الصدار أثراً كبيراً في ليني ورقتي لمارية، هذا الصدار الذي كان مملكتها الوحيدة والذي كانت تحرص ألا يبلى
يقف الرجال غالبا من النساء مواقف الأغبياء لأنهم يكثرون من الحرص والحذر، فالمرأة لا تريد أن تخدع بالكلام ولكنها تحب أن تؤخذ بالقوة فإنهن بلا استثناء يشعرن غريزة بأنهن الجنس الضعيف المغلوب ويردن أن يشعرن بإرادة الرجل وقوته مسيطرة عليهن، وتراهن لسبب لا يستطعن إيضاحه يحتقرن الرجل الذي يتذلل للحصول على رضاهن وهن يعتبرن الرجل الذي يرتد أمام فضائلهن غبياً، لأن هذه الفضائل، في رأيهن، ما عزت إلا لتخضع لليد القوية.
لم أذهب مع مارية ذلك المذهب الحاد لأنني كنت واثقا من أنه سيأتي اليوم الذي ترتمي فيه من تلقاء نفسها بين ذراعي لأن هناك مكانها الطبيعي وقد عرفت ذلك من انكسارها أمام نظرتي وضغطها يدي، عرفت ذلك من أول يوم، إذ وقفت وراءها وهي لا تراني ولا تسمعني وإذا بجسمها يضطرب وتسري فيه الرعدة من فرع إلى قدم.
لم تكن طريقة الهجوم هي الطريقة التي تتبع مع مارية، وقد رقق الصدار الموشى قلبي حتى أنني لم أرغب في أن أمتلكها على غرة.
وكما أن البستاني يفرح بزهرة نادرة ويظل يرقبها يوماً بعد يوم وهي تنمو وتتفتح، فلا