أهلاً، زهير،. . صباح الخير، يا سيدي، أثناء مروره بهم. فجرب ذلك وكانت تجربته مرضية مدهشة حتى أنه تشجع لتجربة أعمال أشد صعوبة كان الفوز في أحدها يقوده إلى فوز آخر
إن أكثر المخاوف شيوعاً وانتشاراً، كالخوف من الجنون أو الاضطهاد والظلم، أو الخوف من الأغراب والأجانب، أو الضعة هي عادة، نتيجة فشل الإنسان في التغلب على مخاوف صغيرة كافية وقهرها بمثل هذه الطريقة التي أشرنا إليها. إلا أنها تغري أحياناً، إلى أن الإنسان، لسبب ما، كالفشل في الحب، أو موت قريب عزيز، أو لكوارث مالية، أو لخسارة عمل أو وظيفة - ينزوي عن الناس وينسحب من أعماله المألوفة. ويتحتم على الإنسان، إذا ما مني بكارثة، خصوصاً ألا يتابع أعماله القديمة فحسب بل يوجه إرادته ويعزم عزماً أكيداً على أن يبدأ بمساع جديدة يستحسن أن تكون مكدة عنيفة
ومع أن التعاميم مخطرة جداً فإني أجرأ على القول بأن في قرار معظم المخاوف فكراً مجهداً، وجسما خاملاً، ولهذا فأنني نصحت كثيراً من الناس في سعيهم وراء السعادة أن يقللوا من استعمال رؤوسهم ويكثروا من استعمال أذرعهم وسيقانهم في عمل أو لعب مثمر نافع. فنحن نولد المخاوف بركوننا إلى الراحة، ونتغلب عليها باللجوء إلى العمل؛ وما الخوف إلا نذير الطبيعة بدعوتها إلى العمل
إن ملايين البشر الذين يعتمدون في معاشهم على المساعدات الحكومية إنما هم يربون في أنفسهم المخاوف والأوهام من حيث لا يشعرون. وقد يكون من الواجب المحتم علينا أن نضع نصف سكاننا في مخيمات الخدمة الاجتماعية - هي مخيمات تضم عدداً من الشبان في سن الدراسة الثانوية والجامعية العاطلة عن العمل، تستخدمهم الحكومة الأميركية في القيام ببعض الأعمال الاجتماعية كتعبيد الطرق وبناء الجسور والمحافظة على الغابات من الحريق الخ. . . لقاء أجور زهيدة تدفع قسماً منها إلى أهليهم كما أنها تهذبهم في المخيمات تهذيباً منظماً وتدربهم على الأعمال الفنية التي تفيدهم بعد تخرجهم فيها) حتى نستأصل شأفة المخاوف التي تقلق الأمة
والخوف في أدواره الخفيفة الأولية يتخذ شكل النفور من بعض المشاريع والاشمئزاز من بعض الناس وانتقادهم، فيقيم بذلك شاهداً ودليلاً على أن الإنسان يبرر خموله المستمر.