للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

حبيبته، وراح يقبلها تقبيلاً حاراً، يخفف عنهما ما هما فيه من عذاب السعير

ولبثت تلدا تنظر في الصورة وتتعجب. . . (ترى ماذا يصنع هذا الساب الريان في هذه النار المتقدة؟ إنه يضع وجهه في وجه امرأة ويقبلها كما تقبلني أمي حينما أكون مغضبة! ألا يحس هذه النار المتأججة حوله؟ هل هذه المرأة ابنته؟ لا شك أنها ابنته، وإلا فلماذا يقبلها!)

ثم قرأت في أسفل الصورة هذه السطور:

(بَولوّ يقبّل حبيبته فرنشسكا في سواء الجحيم، غير عابئ بالنيران التي تشتعل في ساقيه وتلتهب من حوله. . . وهكذا قضى الله أن يكون الحب عزاء للمحبين حتى في وهادِ سقر. . . فهو الماء العلوي الذي يطفئ النار المندلعة بين جوانحهم والقبلة ثمرته المشتهاة، وحَمْرُه وجناه!)

وبرقت عينا تلدا، وحملت الكتاب ذا الصور إلى حيث راحت جدتها تغط وتزعج البوم بشخيرها:

- جدة، جدة، استيقظي!

- ماذا. . . ما. . . ذا. . .

- استيقظي وحياةِ أبيك!

- ماذا يا تلدا؟ لماذا لا تقرئين؟

- هاأنا ذي أقرأ والله! واسمعي:

ثم شرعت الفتاة تقرأ السطور التي تحت صورة بولو وفرنشسكا!

- ما هذا يا تلدا؟! الكتاب تأريخ للأدب الإنجليزي، وبولو وفرنشسكا شخصان خرافيان اخترعهما دانتي الإيطالي! هاتي الكتاب!

وتناولت العجوز الكتاب، ونظرت في الصورة، ثم عبست وبسرت وأقفلته لترى ما هو. . .

- هذه كوميدية دانتي من أين جئت بها؟

- من المكتبة. .

- آه يا خبيثة. . . كان يجب أن أبقي المفتاح معي. . . الصور التي من صنف هذه

<<  <  ج:
ص:  >  >>