وكانت تتكلم وذكرياتها القديمة ثائرة كلها في صدرها العجوز والدم العجوز يتدفق في عروقها الضعيفة. . . والمفاجأة الحلوة تعقد لسانها فتأخذها ربكة مضحكة
- هذا الورد جميل. . . أوه. . . ذاك سَوْسَن ما أبهاه! وبنفسج، لمن حملت هذا يا مسيو فكتور؟
- لـ. . . لهذه الأخت الصغيرة. . . و. . . لك يا أماه
وبلعت العجوز ريقها، ونظرت إلى حفيدتها في حنق، وقالت للشاب:
- والفتاة الجميلة التي كانت معك أمس؟
فقالت تلدا:
- إنها أخته يا جَدّة
- أخته؟ حقاُ هي أختك؟
فقال الفتى (إي وربي، إنها أختي)
فقالت العجوز: (إذن. . . احمل هذه الباقة إليها. . . فهي بها أحق. .)
فقال الشاب: (ولكني قطفتها بِيدَيَّ من حديقتي هدية لحفيدتك!)
وتدخلت تلدا فقالت له: (من حديقتك؟ إذن أنت تملك حديقة؟)
فقال لها: (أجل، وهي حديقة غناء، تليق بك)
فقالت له: (وهل تأذن لي في زيارتها؟)
فقال: (ولم لا. . . إنك تكونين أبهى زهرة فيها. . .)
ولم تطق العجوز أن تسمع إلى كل ذلك، فصرخت صائحة (كفى! حَسْبُك، أرجوك)
بيد أن الفتى ما زال بها حتى وعدت أن تزوره في صحبة حفيدتها بعد يوم أو يومين
وكثرت زيارات العائلة المقدسة لحديقة الفتى، وتوثقت بينهما عرى الصداقة والتحاب، وكانت أخته الجميلة التي حسبتها العجوز حبيبته من قبل تلقاهما فيأنسان إليها
وذهبت تلدا مرة وحدها تزور حديقة فكتور ففرح بها أيما فرح، وقطف لها أحسن وردة وأبهاها، وجاءها بتفاحة كبيرة حمراء؛ ثم جلس بجانبها برهة، وجعل يحدق فيها بصره
ثم اقترب منها فلم تبتعد. . .
ولمس جسمه جسمها فأحست بدفء ولكن ليس كالدفء الذي ينبعث من النار. . . ثم