في شقوق الشجر أو فلقات الحجر، وفي الكوب والزير وسائر ما يحمل الماء في البيوت. وقد استخدموا الزيت يضعون منه على الماء المكشوف فيمتد فِلْما رقيقا على سطحه فيمنع الأفراخ، ونجح هذا بالطبع، ولكن كم من أرباب المنازل في المدن الصغيرة والكبيرة يركن إليه في القيام بهذا، وكيف تصل يد الإنسان بالزيت إلى كل فجوة وكل نقرة في الأصقاع عامرها واليباب. وجربوا كذلك السمك الصغير يضعونه في مستودعات مياه الشرب في المناطق الحارة، فيأكل العلق قبل أن يستحيل بعوضا. وقد قدر لهذه الوسيلة بعض النجاح أما المرض وقد أصاب المريض فليس له دواء. أمامك المريض يتضور من الألم الشديد، ويقيء الدم الأسود الصديد، قد اصطبغ جلده صفرة، وعلت وجهه وعيناه وخياشيمه حمرة، ولا حيلة لك فيه غير التمريض بتخفيف الأعراض بالثلج وأشباهه ثم الصبر حتى يقضي قضاء الله، كل هذا وأنت نفسك معلق بين الموت والحياة
ولكن مع كل هذا، وبعد كل هذا، أليس يحق للإنسان أن يظل يتساءل: أفي الإمكان اختلال الاتزان بين قبيل الإنسان، وقبيل من سائر الأحياء، ولو دنيئا كالذي نحن بصدده، اختلالا يذهب بسيد الحيوان ويمسح آثاره من رقعة الوجود؟