لقد آن لنا أن ندرك حظ الأدب ومغالبته في الحياة العامة وتأثيره في إعداد الأجيال المقبلة الأعداد الذي يتفق مع ما سيحتاجون إليه من كفاءة وقدرة. ونحن مسؤولون أمام التاريخ عن إهمال الناحية الأدبية والفنية في حياتنا، كأفراد، كأمة، وكحكومة. وما دمنا نسعى إلى النهوض في جميع مناحي حياتنا العامة فأحرى بنا أن نضع نصب أعيننا ضرورة اعتبار الأدب بوجه عام من أهم ما ينبغي السعي على إحيائه والعمل على النهوض به. ولن يستدعينا العمل لهذه الغاية ما يستدعي الحياة المادية من تضحية في النفوس والأموال والكفاءات والجهود، بل كل ما نحتاجه في هذا المضمار هو تحسين نظرتنا إلى الأدب ومعناه وأثره واعتباره من الضرورات التي ينبغي أن نوحد الجهود في سبيل العناية بها في غمار ما نحن آخذون بسبيل السعي إليه من نواحي الحياة الأخرى، والكف عن اعتباره ألهية لا تستحق عنايتنا إلا بعد الإجهاد والنصب كما نتناول ألهيات الحياة وتفاهاتها. ولا نطمع في أن يصل تقديرنا هذا للأدب إلى أكثر مما وصل إليه فعلاً في أيام المتنبي وأبي نواس ومن عداهما وإن كان يحق لنا أن نحذو حذو أوربا والغرب في هذا المضمار وأن يكون تقديرنا له كتقديرهم له سواء بسواء