قدر البين بيننا فافترقنا ... وطوى البين عن جفوني غمضي
وقوله وقد رأى في الرصافة نخلة منفردة:
تبدت لنا وسط الرصافة نخلة ... تناءت بأرض الغرب عن بلد النخل
فقلت شبيهي في التغرب والنوى ... وطول التنائي عن بنيّ وعن أهلي
نشأت بأرض أنت فيها غريبة ... فمثلك في الاقصاء والمنتأي مثلي
تلك هي مأساة عبد الرحمن الداخل؛ ونقول مأساة لأن الظفر الذي اختتمت به لم ينزع عن هذه الحياة الشاقة لونها المؤسي. وقد كان الداخل بلا ريب من أعظم شخصيات التاريخ الأندلسي؛ بيد أنه في حياته الخاصة يبدو لنا دائماً ذلك الطريد تثير محنته وآلامه في النفس شجنا، قبل أن تثير أعماله الحافلة في النفس إعجاباً