هذا الاسم الجميل أن الفتى الذي كان يصارحها وتكاتمه لم ينس أن جسمها كان أخصب حسم تبختر واختال في شارع فؤاد. ولعلها تمرض هي أيضاً فيُدَعى لها الطبيب الذي يداوي ليلى المريضة في العراق
درية، متى تمرضين؟ إخص عليك! بل متى تتصنعين المرض لأراك - في غير ريبة - ممدَّدة على السرير؟ متى؟ متى؟ إن بلائي سيطول!
أنا أغار من اسم عبد الحسيب، فليؤجّل حديثه لحظات، ولأدوِّن بعض الوقائع المتصلة بهذه الأحاديث
١ - بجوار دار المعلمين العالية رجل يجلس على الأرض و (يضرب الرمل) وهو معروف لسائر أهل بغداد، وهو يذكرني بأمثاله من الذين كنت أستخبرهم مصيري في الحب حين كنت أمشي بشارع الخليج. وما كنت أول محب استخبر الرمل، فزميلي البهاء زهير تنطق أشعاره بأنه كان يعرف جميع من (يضربون الرمل) بالقاهرة
أقول إني أقف دقائق كل صباح حول بساط هذا الرجل وأنا في طريقي إلى الدرس، والطلبة يمرون فلا ينتقدون أستاذهم، لأنهم سمعوا أنه أديب فيلسوف لا يهمه غير الوقوف على أحوال المجتمع. ولكن الواقع غير ذلك، الواقع أني بدأت أتخوف مصيري في هوى ليلى، وأصبحت كالطفل أصدّق كل شيء. ولكن كيف أستخبر الرمل والطلبة يغدون ويروحون وأكثرهم يحمل المصورات الشمسية، وفي مقدورهم أن يأخذوا صورتي على تلك الحال ويقدموها إلى الجرائد فأصبح محور السمر الساخر في الأندية والمعاهد؟
الحل سهل: أنتظر ذهاب الطلبة للغداء ثم أعرج على ضارب الرمل لأشوف بختي
كذلك فعلت
ويلاه! ماذا تصنع المقادير؟
أنا أجلس أمام أحد الدراويش في بغداد لأشوف بختي، وأنا الذي غلبت الساحر الهندي على شاطئ الإسكندرية في صيف سنة ١٩٣٤؟
ليت أيامي تعود!
فما زلت أذكر كيف أعطاني ذلك الساحر الهندي عشرين ديناراً في سبيل أن أترك له التفرد بقراءة الكف لمن يحج ذلك الشاطئ من الظبيات