للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

والزمالك، وديوني لعرائس دمياط اللائى تفردن بنعومة الأجسام وعذوبة الأحاديث:

رباه صُغْتَ فؤادي ... من الأسى والحنين

ولم تشأ لضلوعي ... غير الجوى والشجون

فكيف تصفو حياتي ... من الهوى والفُتُون

أم كيف تُرجى نجاتي ... من ساجيات الجفون

وهل من الإثم في هوى ليلى أن أحنّ إلى هوايَ في القاهرة عروس الشرق؟

هل من الآثم في هوى ليلى أن أتذكر غَبُوقي بمصر الجديدة وصَبُوحي بالزمالك؟

هل من الآثم في هوى ليلى أن أقول إني أبذل دمي إن استطعت لأفضي ليلة واحدة في ضيافة ليلى الصحيحة في حلوان؟

متى تعود أيامي وأستأنف اختطاف القبلات في القطار بين المعادي وحلوان؟!

وما كنت أنتظر أن يخط قلمي أمثال هذه الاعترافات، ولكني أحب أن تغار الإنسانة التي سيخلِّد اسمها شارع العباس ابن الأحنف في بغداد، فإن غارت فهي ليلى بنت ليل وإلا فهي صخرة تغمرها الثلوج في أقاصي الشمال

وأقسم لئن لم تنته عن تغافلها البغيض لأحدثنها عن لياليّ وأيامي في فندق مينا هاوس بسفح الأهرام؛ ولئن فعلت لأصوّبنَ إلى صدرها سهماً مسموماً لا يُرجى منه شفاه

ليلى، يا بنت الفرات!

أمري وأمرك إلى الهوى، فإليه ترجع القلوب!

ألم يأن لي أن أعود إلى حديث الضابط عبد الحسيب؟

إن حديثه لن يصل إلى ليلى حتى أكون أنسيتُها كل من في الوجود. وهل أمكنَ يوماً أن يكون لي فيمن أحب شريك؟ فلتقص حديث ذلك الغريم بلا تهيب ولا إشفاق

قالت ظمياء (وما أعذب كلام ظمياء)

- وأفاض الشيخ دعاس في شرح الاستشراق والاستغراب ففهمنا أن المستشرق هو الذي يدّعي علم الشرق، والمستغرب هو الذي يدّعى علم الغرب. ثم تشعب الحديث من فن إلى فن، فانتقلنا من الأدب إلى السياسة؛ وليلى لم تشاطرنا الحديث، فقد كانت مشغولة البال بانتظار عبد الحسيب. وكانت ترجو أن يكون هو الفتى الذي رافقناه في قطار المعرض.

<<  <  ج:
ص:  >  >>