للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

قيمة ما، وبأن المخ يحتاج إلى غذاء خاص من الهواء النقي وغيره، وبأن القوى العقلية تمر في مراحل تمتاز أولاها بسيادة (الذاكرة)، وثانيتها بسيطرة (الخيال)، وثالثتها بحكم (الفكر)، وبأن التعب العقلي يمكن أن يجتنب إلى حد كبير بتنويع العمل على المراكز المخية المختلفة، وبأن صحة الجسم واجبة والعدل بين مجهود الجسم والعقل أوجب، وبأن وبأن مما يتسع المقام لذكره. . .

هذا إلى أنها - تمشياً مع الحقائق أيضاً - تنصح بإدخال (العمل اليدوي) و (اللعب) في عملية التدريس. ذلك أنها تعتبر الأول خير أداة للتعبير عن النفي، ولتنمية العقل وتدريب الحواس، وربط المواد، وتقوية الإرادة، واكتساب الذوق الجميل، وغرس القدرة على الإنتاج، وتعويد الدقة، وحب العمل واحترام العمال، وتقدير العاملين!. وأنا لثاني - وهو اللعب - فيقول عنه (فروبل) إنه يجعل الطفل يتفتح كالزهرة ويقول عنه شلر (إن الإنسان لا يكون إنساناً إلا به) ذلك أنه بعيد الغور في طبيعة الإنسان، حتى أن الشعوب نفسها لتلعب أحياناً وتلهو كالأطفال، وأنه ذو وظيفة أساسية في الحياة وإن اختلف العلماء في كنهها، وأنه إذا ما دخل في العمل الجدي جعله سهلاً مستساغاً وهيناً محبوباً. أليس الفن نفسه صدى للعب الخيال المنتج؟ وإذاً فلا مندوحة لنا من العناية به في المدرسة والتدريس، ولا مندوحة لنا من أخذ الجميع بالألعاب التي تقوي شخصيتهم، وتجمل أجسامهم، وتبث فيهم الروح الاجتماعية والجرأة والحرية والديمقراطية والإقدام وضبط النفس والإيثار. ولكن ليكن مبدؤنا دائماً في المباريات العامة والخاصة هو أن (الخسارة بحق خير من الفوز بباطل!)، ولنتجنب ما استطعنا ألعاب المنافسات الحقيرة والعصبيات التافهة والإنهاك الشديد؛ وبذلك تكون المدرسة فردوساً يحفه المرح ويسري فيه العمل الصحي بجميع نواحيه، وتكون التربية (مواءمة عليا بين المرء النامي الجسم وبين بيئته)

وإلى اللقاء حيث أحدثك عن الناحية النفسية فالناحية الاجتماعية

(يتبع)

محمد حسن ظاظا

مدرس الفلسفة بالمدارس الثانوية الأميرية

<<  <  ج:
ص:  >  >>