للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

المحبوبة، وينظر المسلمون إلى الحب نظر الريبة. . . إني لألحظ في وجوهكم معنى الاستنكار والاعتراض، وأرى فيها بوادر الثورة. . . لا يا سادتي. . . أنا لا أنتقد الحب، ولا أشك في جماله، ولكن أسألكم وارجوا أن تجيبوني بإنصاف: من هو الذي يسمح لي فيكم أن أحب زوجته أو أخته؟ لا تغضبوا يا سادتي. . . فما أردت إلا التمثيل فجاء المثل غليظاً نابياً، وإني ليسرني أن تستهجنوه، لأن هذا دليل على أنكم للحقيقة أشد استهجاناً. . .

فلنعلن إذن أن هذا الحب المعروف اليوم، ما يأباه الإسلام ويتنافى مع المثل الأعلى للشاب المسلم، ولكن ماذا يصنع الشباب؟

الجواب: يتزوجون. . .

نعم يتزوجون. إن حياة الغرب حياة خطرة على نفسه وعلى المجتمع. إنه صندوق ديناميت يوشك أن ينفجر في كل لحظة فيدمر سعادة أسرة من الأسر، وينقض دعامة من دعائم الوطن. إن حياة العزب حياة فارغة من كل شيء لأنها فارغة من الزوجة ولو امتلأت بكثير من النساء (غير الزوجات). إن أفكار العزب مهما اختلفت مناحيها وتعددت متوجهة إلى وجهة واحدة، تسعى إليها بشدة وعنف كما تسعى السيول من كل جهة إلى قعر الوادي، إنه لا يجتمع عزبان إلا نظما مؤامرة على الأخلاق والعفاف

لست أبالغ. . . أنا أيضاً شاب عزب! ولكني كسائر العزاب لا أحمل ذرة من اللوم، وليس عليّ شيء من الذنب. الذنب عليكم أيها الآباء. إنكم تبيعون بناتكم. إنكم تصاهرون المال والجاه والأرستقراطية الزائفة، إن حفلات العرس وحدها تخرب بيتي العروسين. . . فما قولكم في المهر والأثاث؟ وما قولكم في شاب مثلي في رأسه شيء، وليس في جيبه شيء من مال؟ كيف يتزوج؟

لا أحب يا سادتي أن أكون منحطاً إلى هذه الدركة من الاستئثار و (الأنانية) فأستغل اجتماعكم لسماع محاضرتي لأعلن عن نفسي، وأعرضها خاطباً مستجدياً. . . ولكني أحبّ أن تفكروا في هذا الأمر تفكيراً جدياً. إننا قد شبعنا من الخطب ومللنا من المقالات، فهل فيكم أب مسلم له بنات يكون قدوة طيبة للآباء المسلمين الطيبين، فليفتش عن شاب صالح جاد فيزوجه بما يستطيع من المهر والنفقات: بخمسين ليرة سورية بثلاثين لم لا؟ أهي تجارة؟ أتريد زوجاً لبنتك صالحاً تسعد به ويسعد بها، وينشئان أسرة شريفة مستورة سعيدة

<<  <  ج:
ص:  >  >>