للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج:
ص:  >  >>

فكانت غضبة الرافعي الأولى لكرامة القرآن والعقادُ ينكر إعجازه؛ ولكتابه والعقادُ يجحد فضله؛ ثم كانت الغضبة الثانية للتهمة التي رماه بها العقاد حين جبهه بأنه افترى كتاب سعد ونحَلَه إياه في تقريظ إعجاز القرآن ليروج عند الشعب. . .

فثمة سبب عام أنشأ هذه الخصومة، هو إيمان الرافعي بإعجاز القرآن إيماناً لا يتناوله الشك؛ وسببان خاصان: هما رأي العقاد في كتاب الرافعي، ثم تهمته له بأنه مفتر كذاب. . .!

تُرى أي هذه الأسباب الثلاثة هو الذي أثار الرافعي فدفعه إلى الخروج عن الوقار والأدب الواجب فيما أنشأ من مقالات (على السفود). . .؟ الرافعي يقول: إنها غضبة لله وللقرآن، وللتاريخ رأي آخر سيقوله فيما بعد، لست أدري أيفارق الرأي الأول أو يلتقي وإياه على سواء. . .!

ولكن كتاب على السفود مع ذلك لا يتناول مسألة المسائل في هذا الخلاف؛ فلا يتحدث إلا عن شعر العقاد وديوان العقاد؛ ثم عن أشياء خاصة تعترض في فضول القول وحشو الكلام؛ فأين هذا مما دارت عليه المعركة من أسباب الخصام. . .؟ الرافعي يقول: هذا أسلوب من الردّ قصدْت به الكشف عن زيف هذا الأديب والزراية بأدبه؛ حتى إذا تقررت منزلته الحقيقية في الأدب عند قراء العربية، لا تراهم يستمعون لرأيه عندما يهم بالحديث عن إعجاز القرآن. وهل يحسن الحديث عن إعجاز القرآن من لا يستقيم منطق العربية في فكره، ولا يستقيم بيانها على لسانه؟. . . هكذا يقول الرافعي!. . .

ومن ثم بدأت المعركة على أعين القراء. . .

يقول الأستاذ إسماعيل مظهر في مقدمته لكتاب (على السفود):

(. . . أردنا بنشر السفود أن نرضي من أنفسنا نزعتَها إلى تحرير النقد من عبادة الأشخاص، ذلك الداء المستعصي الذي كان سبباً في تأخر الشرق عن لحاق الأمم الأخرى. . .)

(. . . ونقدم بهذه المقدمة تعريفاً لما قصدنا من إذاعة هذه المقالات الانتقادية التي أعتقد بأنه لم يُنسج على منوالها في الأدب حتى الآن!)

(وعسى أن يكون السفود (مدرسةَ) تهذيب لمن أخذتهم كبرياء الوهم، ومثالاً يحتذيه الذين

<<  <  ج:
ص:  >  >>