فلاسفة اليونان من مشائين وإشراقيين ومن محاجّات فرق المسلمة وطوائفها من أشاعرة ومعتزلة وشيعة وصوفية وباطنية حلولية إلى غير ذلك؛ فإذا حمى الوطيس بين هذه المذاهب فليس عليك إلا أن ترهف سمعك ليفيض عليك هذان الأستاذان بخلاصة جهودهما الفكرية، ألا أزيدك أن النجف الأشرف في هذا العصر تدرس الطب اليوناني القديم وفيها أطباء من خريجي جوامعها يعالجون الأمراض المختلفة حسب تعاليم شرح النفس في الطب وغيره؛ وفي جوامع النجف الأشرف يدرس علم الهيئة والفلك عدا العلوم الرياضية الأخرى؛ أما علوم الأدب من لغة وعروض وقافية وتاريخ أدب وشرح النصوص الأدبية، أما التاريخ الإسلامي والعلوم الاجتماعية، فان طلبة جوامع النجف الأشرف لا يتركون كتاباًُ جديداً إلا ويقتنونه موسعيه بحثاً وإنعام نظر، وقد خرجت هذه المدرسة كثيراً من الشعراء النابغين
والمكتبات في النجف كثيرة منها الخصوصية وبعضها يفتح لعامة الناس كمكتبة آل كاشف الغطاء ومكتبة المعارف. وعندي مكتبة تضم حوالي ألف كتاب كثير منها مخطوط عزيز، وقد زارها البحاثة عبد العزيز الميمني الهندي المعلق على أمالي القالي فرأى كتاباً مخطوطاً قديماً أعجبه فقال:(لو ضربن آباط الإبل إلى الصين ولم أحظ بغير رؤية هذا الكتاب لكفاني ذلك غُنما)
وإن الطلبة هنا مشغوفون باستشراق الحركات الأدبية في العالم العربي من مصر وسورية والمهجر، ولمؤلفات (لجنة التأليف والترجمة والنشر) سوق رائجة لدينا
ولكننا لا يسعنا أن نفيض في الحديث أكثر من هذا فيمل القارئ الكريم وإنما هذه نبذة تحدثت بها بصفتي أحد خريجي هذه الجوامع المقدسة