المعارف الفرنسية الذي قدم إلى مصر خصيصاً لذلك، وعدة من الشخصيات الكبيرة مصرية وأجنبية. وقد بذلت الحكومة الفرنسية في تنسيق هذا المعرض جهوداً عظيمة، وعرضت فيه مجموعات فنية نادرة من الصور والتحف الفنية الدقيقة استحضرت من فرنسا؛ وهذا دليل جديد على ما تبديه فرنسا في العهد الأخير من الاهتمام بتوطيد نفوذها الثقافي بمصر بعد أن تطورت الأحوال السياسية والاجتماعية عقب المعاهدة المصرية وإلغاء الامتيازات الأجنبية
ذكرى الفيلسوف شوبنهارور
تحتفل ألمانيا في العشرين من الشهر الجاري بذكرى فيلسوفها العظيم شوبنهاور لمناسبة انقضاء مائة وخمسين عاماً على مولده. وتقام لهذه الذكرى بالأخص حفلات عظيمة في مدينة دانتزيج مسقط رأس الفيلسوف ومدينة فرانكفورت حيث قضى شطراً عظيماً من حياته. وستذاع في كل منهما محاضرات وخطب بالراديو عن الفيلسوف الراحل وآثاره وآرائه، ويقام في كل منهما حفل تذكاري رسمي، وتوضع أكاليل الزهر التي ترسلها مختلف الهيئات العلمية على قبره في فرانكفورت
وكان مولد الفيلسوف في دانتزيج سنة ١٧٨٨، ولكنه لم يلبث بها طويلاً فغادرها مع أسرته سنة ١٧٩٣. وبعد أن قضى حداثة مضطربة، درس في برلين وجتنجن، ثم قدم إلى فرانكفورت في سنة ١٨٣١ فاستقر بها حتى وفاته في سنة ١٨٦٠. وفي سنة ١٩١١ ألفت في ألمانيا جمعية شوبنهاور، وفي سنة ١٩٢٩ نظمت هذه الجمعية جميع الوثائق والمراجع المتعلقة بحياته وفلسفته، وأنشأت مكتبة عظيمة نادرة تضم جميع الكتب والشروح المتعلقة بفلسفته
وقد كان شوبنهاور من أعظم فلاسفة العصر الحديث، وفلسفته تمتاز بطابع واضح من التشاؤم، وأعظم كتبه هو كتاب (العالم كإرادة وفكر)، وفيه يبسط أعظم وأقوى آرائه، ونظرياته الفلسفية، وقد ترجم إلى معظم اللغات الحية. وله عدة كتب ورسائل فلسفية أخرى، مثل كتاب (الإرادة في الطبيعة) وكتاب (الأساس الرباعي لمبدأ العقل الكافي) ورسالة في (الرؤيا واللون) وغيرها، بيد أنها دون كتابة الجامع قوة وطرافة. وقد تأثر شوبنهاور في فلسفته بأفلاطون وكان تأثيراً كبيراً؛ بيد أنه يعتبر مؤسس مذهب فلسفي جديد