وقد كان لتفكيره ونظرياته أثر كبير في تطور الفلسفة الألمانية في أواخر القرن التاسع عشر
من مكتشف أستراليا
ثار في الأسابيع الأخيرة جدل علمي تاريخي بين الصحافتين الإنكليزية والهولندية حول المكتشف الحقيقي للقارة الأسترالية وذلك بمناسبة الاحتفالات التي أقيمت أخيراً في أستراليا بمناسبة مرور مائة وخمسين عاماً على تأسيس أول مستعمرة أوربية في خليج (بوتاني)، والمعروف أن هنالك رأيين في هذا الموضوع: الأول النظرية الهولندية، وهي ترجع الفضل في اكتشاف أستراليا إلى البحارة الهولنديين في أواخر القرن السابع عشر، والثاني نظرية بعض المؤرخين الإنكليز وهي ترجع الفضل في هذا الاكتشاف إلى الرحالة الإنكليزي الكبتين كوك بين سنتي ١٧٧٦ و ١٧٧٩. والواقع أن الرأي الأول أقوى وأرجح، والبحارة الهولنديون هم أول من أطلق أسم أستراليا على هذه القارة، وظهر هذا الاسم لأول مرة في كتاب ظهر في أمستردام سنة ١٥٩٧ وسميت فيه هذه الأرض وقد كان البحارة الهولنديون يبحثون قبل ذلك عن قارة مجهولة في الجنوب، وهم الذين وضعوا أول تحديد علمي لموقعها
وقد بسط هذه النظرية العلامة المؤرخ الهولندي هيريس في كتابه، فذكر أن الرحالة الهولندي دوفكن اكتشف جزاءً من خليج كربنتاريا في سنة ١٦٠٥؛ وفي سنة ١٦١٦ سار الرحالة ديرك هارتوجس إلى المياه الجنوبية في السفينة الهولندية اندراخت ووصل حتى خليج شارك. وتدل وثائق العصر على أن هذا الرحالة هو أول أوربي وضع قدمه في أستراليا
وعلى ذلك فإنه من الخطأ أن ينسب فضل اكتشاف القارة الجنوبية إلى الكبتين كوك الذي لم يزر هذه المياه إلا بعد ذلك بنحو مائة وخمسين عاماً. على أن كثيراً من المؤرخين الإنجليز يفض هذه النظرية التي يستند إليها استعمار إنكلترا للقارة الأوسترالية، وما زال هذا الرأي يلقى على طلبة المدارس؛ وقد كررته بعض الصحف الإنكليزية في المناسبة الأخيرة، أما الكبتين كوك فإن فضله لا ينكر في اكتشاف الجزائر الأقيانوسية في هذه المياه